النص الكامل
لمقالي المنشور في العدد 30 من مجلة (النيل والفرات) بتاريخ 15 نوفمبر 2022
نقطة ومن أول
السطر:
القصة الومضة (4 من 4)
بقلم/ مجدي
شلبي
رغم ما عرضناه
من شواهد تؤكد حقيقة استقلالية وتفرد وتميز الومضة القصصية عن باقي الأجناس
الأدبية ـ خصوصا القصة القصيرة جدا ـ من خلال غيض من فيض النصوص التطبيقية؛ إلا أن
هناك ثُلَّة من المعترضين على تلك الحقيقة، وهم ينقسمون إلى مجموعتين:
ـ المجموعة
الأولى: تعترض من باب (ثقافة الاعتياد/ اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش)، فإذا
كان الإنسان بطبعه (عدو ما يجهل)؛ وجب على هؤلاء أن يحاولوا الاطلاع على تفاصيل الأمر المعروض بشكل دقيق من
مصدره، ثم إعمال عقولهم فيه؛ لاستجلاء ما خفي منه، ثم بعد هذا و ليس قبله: إبداء
قبولهم له، أو حتى اعتراضهم عليه، اعتراضا غير مسبق!.
ـ المجموعة
الثانية: تصر على الخلط بين الجنسين الأدبيين (القصة القصيرة جدا)، و(القصة
الومضة)؛ ويعتبروهما جنسا واحدا، مستشهدين بأقصر قصة في العالم لإرنست هيمنجواى
(1899/1961): (للبيع: حذاء طفل، لم يلبس قط.)، غير مدركين أن هذا النص هو (قصة
قصيرة جدا)، وليس (قصة ومضة)؛ فلفظ (الومضة) ـ كما سبق أن ذكرنا ـ يعني (التوقيع
الأدبي/ أدب الحكمة) فإذا انتفت الحكمة؛ فلا يجوز وصف النص بـ (قصة ومضة)، حتى ولو
كان مكثفا؛ فليس بالتكثيف وحده تكون القصة ومضة، فضلا عما ـ سبق أن ذكرناه ـ بأن
(النص الومضي: نص مفارق بين شطرين، وفاتح للعديد من الدلالات، ولا يقتصر على دلالة
وحيدة).
وأختتم هذا
المقال بشهادة الناقد المغربي الكبير أ/ أبو إسماعيل أعبو: "لا يمكن أن ينازع
المبدع المصري الأديب مجدي شلبي في ريادته إلا من أعمت الومضات القصصية بصره
وبصيرته وأمسى يخبط خبطا عشوائيا، ولا يسعني يا أستاذي الجليل الوجيه إلا أن أنوه
مرة أخرى بعبقريتكم الهادفة، سينصفكم الزمن طال أم قصر".