النص الكامل لمقالي المنشور في العدد 29 من مجلة (النيل والفرات) بتاريخ 1
نوفمبر 2022
نقطة ومن أول السطر:
القصة الومضة (3
من 4)
بقلم/ مجدي شلبي
كنت في مقالي
السابق قد أشرت إلى بعض الخصائص المميزة للومضة القصصية وعرضت نماذجا تطبيقية تؤكد
حقيقة استقلاليتها وتفردها وتميزها عن القصة القصيرة جدا، وها أنذا في هذا المقال
أستكمل الحديث حول خصوصية الارتباط العضوي بين (الومضات القصصية) والمحسنات
البديعية التي لا تعد مجرد حلية في النص، بل هي جزء لا يتجزأ منه، وللتدليل على
ذلك أسوق بعض الشواهد من إبداع عدد من كتاب رابطتنا العربية للومضة القصصية:
(1) الطباق: (رُهَابٌ:
درستْ الطِب؛ نهشتها السِقام.) غريبي بوعلام/ الجزائر.
(2) المقابلة:
(يقين: ظلمه الواقع؛ أنصفه الحلم.) نورة عيساوي/ الأردن.
(3) الجناس: (تعصّب:
عصب عينيه؛ لم ير إلا عصابته.) محمد نبيل/ مصر.
(4) السجع: (حقارة:
وجد البديل؛ أنكر الجميل.) علي العقابي/ العراق.
(5) الاقتباس:
(مُعاصرة: عاد الهدهد؛ لم يجد سُليمان.) لقمان محمد/ السعودية.
ومن هذه
النماذج المعروضة يظهر جليا أن الومضة القصصية تعتمد في بنائها الفني على خمسة
عناصر أساسية؛ أذكرها وأدلل بشواهد توضيحية على كل منها:
(1) التكثيف:
(خضوع: سجد؛ وجد.) خيري الأزغل/ مصر.
(2) المفارقة:
(رونق: تشوهت خِلقته؛ جَمَّلهُ خُلقه.) ابراهيم الشابوري/ مصر.
(3) الإدهاش:
(تفاعل: توحد الشر؛ انشطرت الذرة.) مصطفى المنشاوي/ مصر.
(4) الإيحاء:
(كرم: طرق بابهم؛ خلعوه.) مصطفى على عمار/ مصر.
(5) الخاتمة
المباغتة: (استشهاد: قتلوه؛ لم يمت.) حسام شلقامي/ مصر.
إننا إزاء جنس
أدبي مستقل ومتفرد ومتميز عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى، خصوصا القصة القصيرة
جدا، وسوف أزيد الأمر توضيحا في مقالي القادم إن شاء الله.