النص الكامل لمقالي المنشور في العدد 26 من مجلة (النيل والفرات) بتاريخ 15 سبتمبر 2022
نقطة ومن أول
السطر:
حتمية المزاوجة بين الأجناس الأدبية
بقلم/ مجدي
شلبي
كنا في المقال
السابق قد استعرضنا شواهد للتمييز العنصري بين الأجناس الأدبية التقليدية، ووعدنا
أن نتحدث في هذا المقال عن الأجناس الأدبية المبتكرة، وها أنذا أعرض المقال في
نقاط محددة:
ـ دعونا نتفق
بداية على أن الاكتفاء بالتمحور حول قوالب أدبية تقليدية؛ يتنافى مع روح الإبداع،
الذي يعني: الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة.
ـ من هنا جاءت
تلك الرؤية الإبداعية، التي لا تعني الانقلاب على القوالب الأدبية التقليدية، بقدر
ما هي وسيلة لفتح مجالات جديدة ومبتكرة أمام المبدع؛ تخرجه من أزمة سبق التناول،
وتطلق فكر القارئ أيضا؛ للتحليق في فضاءات جديدة، متوائمة مع إيقاع العصر.
ـ وذلك من
خلال المزاوجة بين الأجناس الأدبية؛ لإنتاج وليد أدبي جديد له بصمته الخاصة وكيانه
المستقل؛ على نحو ما حدث من:
ـ مزاوجة بين
المسرح والشعر؛ أنجبت (المسرح الشعري) ـ مزاوجة بين الشعر والقص؛ أنجبت (القصة
الشاعرة) ـ مزاوجة بين الشعر والنثر؛ أنجبت (قصيدة النثر)...
ـ تلك
المزاوجات تماثل إلى حد ما: حالة عقد القران بين الجنسين شرعا، التي لولاها لاندثر
الجنس البشري كله، كما اندثرت بعض الأجناس الأدبية؛ كفن (المقامة) وأدب
(التوقيعات)، تلك الأجناس الأدبية التراثية، التي عنيت بإحيائها عن طريق المزاوجة
بينها وبين فنون أدبية حداثية؛ فزاوجت بين المقامة والمقال؛ منجبا (المقال
المقامي) ـ وزاوجت بين أدب التوقيعات وفن القص؛ فأنجبت (القصة الومضة)، التي هي
موضوع مقالي القادم إن شاء الله.