النص الكامل لمقالي المنشور في العدد 25 من مجلة (النيل والفرات) بتاريخ أول
سبتمبر 2022
نقطة ومن أول
السطر:
التمييز العنصري بين الأجناس الأدبية!
بقلم/ مجدي
شلبي
في مقالي
السابق ألقيت الضوء على (التقدير) المعنوي، في مقابل (التقتير) المادي، الذي يتحصل
عليه الأديب مقابل إبداعه.
وذكرت أن جل
الأدباء، في حالة تدعو إلى الرثاء، مكتفين بما يحصلون عليه من حصاد الهشيم: إعجاب،
شهادات تقدير، ودروع تكريم لا تسمن ولا تغني من جوع!؛ وتجدر الإشارة هنا إلى أن
الأصل في معنى (الدرع): أنه وسيلة حماية من الطعنات في الحروب؛ يقول الشاعر خليل
مطران:
كُنَّا
نَوَدُّ لَكَ التَّكْرِيمَ تَلْبَسُهُ *** تَاجاً وَقَدْ وَفُرَتْ مِنْ حَوْلِكَ
النِّعَمُ
مَنْ عَاشَ
فِي قَوْمِنَا وَالعِلْمُ رَازِقُهُ *** فَحَظُّهُ مَا جَنَى مِنْ نُورِهِ
الفَحَمُ.
ورغم أن النص
المضيء يظل يشع بنوره الساحة الأدبية، سواء كان شعرا أم نثرا، قصة أو مقالا... غير
أن بعض العنصريين يفرقون بين الإبداع طبقا للجنس الأدبي، دون النظر لرقي الفكرة،
وصدق التعبير، وتماسك البناء، وبلاغة الصياغة، وسلاسة العرض والتناول؛ فـ(القصة)
يقول عنها الشاعر ابراهيم ناجي:
يا للقلوب
لقصةٍ بقيت على *** قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ
هي قصة الدنيا
وكم من آدم *** منا له دمعٌ على حوّاءِ.
و(الرواية)
يقول عنها الشاعر/ إبراهيم اليازجي:
روايةٌ جادَ
مَنشيها اللَّبيبُ بِما *** أَجادَ مِن وَشيِ أَلطافٍ وَآدابِ.
أما (الشعر)
فله الحظوة في جميع الندوات والأمسيات بل والمؤتمرات الأدبية؛ اتساقا مع قول
الشاعر/ جميل صدقي الزهاوي:
الشعر ديوان
العرب *** والشعر عنوان الادب...
أخيرا: ماذا
عن الأدب الحديث، والأجناس الأدبية المبتكرة؟!؛ هذا موضوع مقالنا القادم بإذن
الله.