في العدد 24 ــ 15 أغسطس
2022 من مجلة (النيل والفرات)
ثلاثة موضوعات تناولها
الأديب / مجدي شلبي
ظاهرة الشللية ـــ
معايير النقد الأدبي ـــ الإبداع المجاني!
* نقطة ومن أول السطر:
قبل أن أستعرض نتفا من مقالاتي الثلاث التي تم
نشرها في مجلتنا الغراء؛ يطيب لي أن أوضح دلالة هذا العنوان الثابت (نقطة ومن أول
السطر)؛ حيث أجدني مضطرا لوضع نقطة النهاية لأي من تلك المقالات؛ التزاما بعدد
الكلمات، التي لا ينبغي تجاوزها، ثم أكمل الموضوع السابق بمقال جديد في تواتر
وتسلسل وتتابع.
ـ ففي العدد 21 نُشر مقالي بعنوان:
(الشللية تصيب الحياة الأدبية بالشلل!)؛ انتقدت فيه تلك
الظاهرة، مشيرا إلى خطورة ما يقوم به (الشلليون) من كبكبة للأوضاع الأدبية، بما
انتهجوه من سلوك يخالف مفهوم الأدب، الذي يعني (كل ما يتأدب به فينهانا عن المقابح
ويحثنا على المحامد)، فيعمدون للسير به نحو الانحراف والاعوجاج!؛ فأضحى المبدع
الحقيقي بين خيارين أحلاهما مر: إما أن يبيع ضميره وينضم إليهم، زارعا بجوار فجلهم
ـ الذي لا يثمر ـ أشجار إبداعه، وإما أن يعتزلهم؛ محتفظا بتميزه وتفرده، معانيا من
طغيان الكثرة الشللية، التي هي كثرة أشبه بالغثاء، وقد ختمت مقالي بما ذكره
الشاعر/ لسان الدين الخطيب عن تلك الكثرة:
ولو أنهم ملأوا البسيطة كثرة *** إن الكثير مع
الضلال قليل.
ـ وفي العدد 22 كان مقالي بعنوان:
(المعايير الموضوعية في نقد الأعمال الأدبية)؛ أشرت إلى ماسبق من
حديث حول ظاهرة الشللية، ووجوب مقاومتها والتصدي لها؛ بغية الوصول إلى معايير
موضوعية لتقييم المنتج الإبداعي، بغض النظر عن اسم أو شكل أو جنس كاتبه، أو قوة
ونفوذ ومصالح أعضاء شلته، وحددت الخطوات الثلاث التي يجب أن نخطوها على طريق إرساء
قواعد المعايير الموضوعية في نقد الأعمال الأدبية، ولخصتها فيما يلي: (1) فضح بعض
النقاد، الذين لا يعنيهم الكشف عن مواطن الجمال والقبح في الأعمال الأدبية؛ قدر
عنايتهم بمواطن الجمال والقبح في مقدم العمل الأدبي ذاته أو مقدمته، خصوصا إذا كان
جمالها الأنثوي طاغيا!، (2) دراسة ما حدث من تطور في النقد؛ بانتقاله من مرحلة
النقد الانطباعي أو التأثري بدوافعه الذاتية، إلى أن أصبح نقدا منهجيا يجب أن
يراعي عدم التعصب أو التحيز أو المجاملة، بهدف أساسي هو الارتقاء بالعمل الأدبي، وحري
بهذا النقد أن يخضع للمراجعة من خلال ما يطلق عليه (نقد النقد)، (3) ضرورة أن
يتقبل المبدع ذاته النقد المنهجي دون حساسية مفرطة، أو عجرفة رافضة مغرقة.
ـ وفي العدد 23 جاء مقالي بعنوان:
(الإبداع المجاني هو سيد المشهد الأدبي!)؛ أشرت إلى ماسبق من
حديث حول المعايير الموضوعية في نقد الأعمال الأدبية، مؤكدا على أن الهدف من
الالتزام بتلك المعايير والضوابط؛ هو الارتقاء بالعمل الأدبي ذاته، ومن ثم يجب أن
يكون نقد العمل ومناقشته سابقا على طباعته ونشره، بغية الوصول به إلى أعلى درجات
الجودة التي تستحق التقدير. وذكرت حقيقة أنه تقدير يتراوح بين: التقدير المعنوي
المريح، والعائد المادي الشحيح. رغم أنه لا يوجد إبداع في العالم ـ حتى في المهن
الإنسانية ـ بلا عائد مادي؛ إلا أن إبداع الأدباء مازال مجانيا، وأنهيت المقال
بالعبارة التالية: "لقد أضحى جل الأدباء، في حالة تدعو إلى الرثاء، مكتفين
بما يحصلون عليه من حصاد الهشيم: إعجابا، شهادات تقدير، ودروع تكريم لا تسمن ولا
تغني من جوع!".
مع خالص تحياتي وتقديري واحترامي لأسرة تحرير
مجلتنا الغراء، ومؤسسها الشاعر الكبير الأستاذ/ ناجي عبدالمنعم، وعقبال 100 سنة تميز
وتقدم وارتقاء.