نقطة ومن أول السطر (38): قول بإيجاز حول المختلف عليه من ألفاظ ــ بقلم مجدي شلبي

 نقطة ومن أول السطر (38):

قول بإيجاز حول المختلف عليه من ألفاظ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

منذ ثلاثة أعوام من الآن ــ وبالتحديد يوم 6 نوفمبر 2020 ــ تلقيت رسالة من الشاعرة القديرة أ/ سكينة جوهر؛ قالت فيها: "ياريت مقالك بعد القادم يتناول كلمة (المصقع) وهل هي بالسين أم بالصاد؟، لأنه من عدة شهور دار بيني وبين أحد الشعراء نقاش مطول وهو يريد أن يقنعني انها بالسين (المسقع) دون أدلة كافية، رغم أني أتيت له بشواهد كثيرة على أنها بالصاد (المصقع)".

فأجبتها ببحث مسهب حول هذا الموضوع، وأرى أنه من المفيد نشر ملخص له في مقالي هذا:

ــ يقول ابن منظور في معجمه (لسان العرب): "كلُّ ما يذكر في ترجمة صقع بالصاد فالسين فيه لغة. قال الخليل: كلُّ صاد تجيء قبل القاف، وكلُّ سين تجيء قبل القاف، فللعرب فيه لغتان: منهم من يجعلها سيناً، ومنهم من يجعلها صاداً... يقال: ما أَدري أَين سَقَعَ أَي أَين ذهب، و(سَقَعَ الدِّيكُ): مثل صَقَعَ. و(خطيب مِسْقَعٌ): مثل مِصْقَعٍ".

ــ ونبدأ بعرض بعض الشواهد التي تؤكد تلك القاعدة:

ــ صَقَعَ الدِّيكُ: صاحَ، صَوَّتَ؛ يقول الشاعر/ مهيار الديلمي:

طلولاً تناعبُ غربانها *** إذا الدِّيكُ أصبحَ لمْ يصقعِ

ــ ووردت بالسين في قول الشاعر/ ابن الرومي:

أذمُّهُ غيرَ وقتٍ فيه أحمدُهُ *** منذُ العِشاءِ إليهِ أن تسقع الديكهْ.

ــ (مِصْقَعٌ) خَطيبٌ مِصْقَع: خطيب بليغ، لسِن، يَتفنَّن في مَذاهب القول؛ يقول الشاعر/ ابن معتوق:

هو المصقعُ اللّسنُ الّذي لبيانهِ *** بِنَظْمِ الْقَوَافِي مُعْجِزَاتُ الْفَوَاصِلِ.

ــ وتأتي بالسين أحيانا؛ يقول الشاعر/ لسان الدين الخطيب:

مالي بما أوليك من مقول *** وإن غدوت اللسن المسقعا.

ــ فإذا ما انتقلنا إلى لفظ (صُقع) بمعنى: ناحية، جهة؛ وجدنا الشاعر/ مهيار الديلمي يقول:

تحملُ السُّهّمُ الملاويحَ أشبا *** حاً توافوا منْ كلِّ فجٍّ وصقعِ.

ــ وإذا كان البعض يستخدم (صَقَعَ) فِي أَرجَاءِ البِلاَدِ بمعنى: تَجَوَّلَ فِيهَا؛ يقال: (أَخذ القومُ ذلك السُّقْعَ). ويقال: ما أدري أين سَقَعَ، أي أين ذهب، وقد ورد في (الصحاح) سَكَعَ: الرجلُ مثل سَقَعَ. يقال: ما أدري أين سقع أو أين سَكَعَ وأين تسقع أو تَسَكَّعَ؛ إلا أن الخليل يقول: (هو بالسين أحسن وهو بالصاد قبيح).

ــ نقول (يَتَسَكَّعُ) بمعنى: السير بِلاَ هَدَفٍ أو بتلكؤ، و(التَسَكُّعُ) يعني: التمادي في الباطل أيضا؛ ومنه قول سليمان ابن يزيد العدوي: (أَلاَ إنّه في غَمْرَةٍ يَتَسَكَّعُ)،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر