الخلط بين الجد والهزل؛ هو الدافع وراء الريبة والشك ولفحول الشعراء آراء أخرى ــ إعداد مجدي شلبي ــ مشاركة في العدد 43 من مجلة النيل والفرات 15 يونيو 2023

 مشاركة في ملف العدد 43 (بتتكلم جد؟؛ إحلف!)

الخلط بين الجد والهزل؛ هو الدافع وراء الريبة والشك

ولفحول الشعراء آراء أخرى

إعداد: مجدي شلبي (*)

يفتخر بنفسه الشاعر/ ابن أرفع رأس؛ فيقول:

خلقت امرأ لا أخلط الجد بالهزل *** ولا اتخطى القول إلا إلى الفعل.

فيرد عليه الشاعر/ زكي مبارك:

الجد والهزل في أشعارنا تحفٌ *** الجد والهزل عند الشعر سيان

فإن عدلنا وأجحفنا فلا عجبٌ *** العدل والظلم عند الشعر مئلان.

إن اختلاط الجد بالهزل دفع الناس لعدم الثقة فيما يسمعوه من كلام، ويرجع الشاعر/ محمود سامي البارودي تلك الظاهرة؛ لحب الحياة وكراهية الموت؛ فيقول:

لا تَحْسَبِ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى ثِقَةٍ *** مِنْ أَمْرِهِمْ بَلْ عَلَى ظَنٍّ وَتَخْيِيلِ

حُبُّ الْحَيَاةِ وَبُغْضُ الْمَوْتِ أَوْرَثَهُمْ *** جُبْنَ الطِّبَاعِ وَتَصْدِيقَ الأَبَاطِيلِ!.

أما الشاعر/ ابن طاهر؛ فيعتقد أن الإخلاص يزيل الريبة والشك، وأنه من لم يكن مخلصا فهو منافق وضال:

إن استطعت مع إخلاص وتصديق بال *** من لم يكن مخلصا فهو منافق وضال.

فتؤكد الشاعرة/ علية بنت المهدي؛ أن الدافع وراء الشك والريبة وعدم التصديق؛ هو تفشي نكث العهود ونقض المواثيق؛ فتقول:

طالَ تَكذيبي وَتُصديقي *** لَم أَجِد عَهداً لِمَخلوقِ

إشنَّ ناساً في الهَوى حَدَّثوا *** أَحدَثوا نَقضَ المَواثيقِ!.

فيتوافق هذا مع قول الإمام الشافعي:

لا يَكُن ظَنُّكَ إِلّا سَيِّئاً *** إِنَّ سوءَ الظَنِّ مِن أَقوى الفِطَن

ما رَمى الإِنسانَ في مَخمَصَةٍ *** غَيرُ حُسنِ الظَنِّ وَالقَولِ الحَسَن.

فيبادر بالرد الشاعر/ ابن علوي الحداد؛ قائلا:

الشك والوهم رأس الشر والحذر *** والجد والصبر باب الفوز والظفر.

فيؤيده الشاعر/ عمر الأنسي؛ بقوله:

نَظِّف القَلب مِن الشَكّ وَلا *** تَترُك القَلب بِلا تَنظيفه.

فيقول الشاعر/ إبراهيم ناجي:

آه من شك ومن حب ومن *** هاجِسات وظنونٍ وحذر

كست الأفقَ سواداً لم يكن *** غير غيم جاثم فوق الفكر.

فيضيف الشاعر/ جميل صدقي الزهاوي:

اسير بليل من الشك داج *** على ضوء عقلي وهو ضئيل

وان الطبيعة في سيرها *** لها سنن ليس عنها حويل.

فيقول الشاعر/ أحمد محرم:

هو الجِدُّ لا عُذْرَ للهازلين *** ولا حقَّ إن غَلَب الباطلُ

ولا خيرَ في العيش إن لم يَفُزْ *** على الجاهلِ الكيِّسُ العاقلُ.

فينصحنا الشاعر/ ابن الوردي؛ بقوله:

اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغزلْ *** وقلِ الفصلَ وجانبْ مَنْ هزلْ

ودعِ الذكرى لأيامِ الصِّبا *** فلأيامِ الصِّبا نجمٌ أفلْ.

فتحري الصدق والجد، والبعد عن الكذب والهزل؛ هو الطريق لعلاج تلك الظاهرة السلبية؛ يقول الشاعر/ عبدالغني النابلسي:

كن على الصدق مقيماً والأدبْ *** والزم العلم بفهم وطلبْ.

ومن أقوال الصالحين: (أول الصدق أن تكون صادقاً مع الله سبحانه وتعالى)

ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت).

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول؛ فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر