مشاركة في ملف العدد 43 (بتتكلم جد؟؛ إحلف!)
الخلط بين الجد والهزل؛ هو الدافع وراء
الريبة والشك
ولفحول الشعراء آراء أخرى
إعداد: مجدي شلبي (*)
يفتخر بنفسه الشاعر/ ابن أرفع رأس؛ فيقول:
خلقت امرأ لا أخلط الجد بالهزل *** ولا
اتخطى القول إلا إلى الفعل.
فيرد عليه الشاعر/ زكي مبارك:
الجد والهزل في أشعارنا تحفٌ *** الجد
والهزل عند الشعر سيان
فإن عدلنا وأجحفنا فلا عجبٌ *** العدل
والظلم عند الشعر مئلان.
إن اختلاط
الجد بالهزل دفع الناس لعدم الثقة فيما يسمعوه من كلام، ويرجع الشاعر/ محمود سامي
البارودي تلك الظاهرة؛ لحب الحياة وكراهية الموت؛ فيقول:
لا تَحْسَبِ
النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى ثِقَةٍ *** مِنْ
أَمْرِهِمْ بَلْ عَلَى ظَنٍّ وَتَخْيِيلِ
حُبُّ
الْحَيَاةِ وَبُغْضُ الْمَوْتِ أَوْرَثَهُمْ *** جُبْنَ
الطِّبَاعِ وَتَصْدِيقَ الأَبَاطِيلِ!.
أما الشاعر/
ابن طاهر؛ فيعتقد أن الإخلاص يزيل الريبة والشك، وأنه من لم يكن مخلصا فهو منافق
وضال:
إن استطعت مع
إخلاص وتصديق بال *** من لم يكن مخلصا فهو منافق وضال.
فتؤكد الشاعرة/ علية بنت المهدي؛ أن الدافع
وراء الشك والريبة وعدم التصديق؛ هو تفشي نكث العهود ونقض المواثيق؛ فتقول:
طالَ تَكذيبي
وَتُصديقي *** لَم أَجِد عَهداً لِمَخلوقِ
إشنَّ ناساً
في الهَوى حَدَّثوا *** أَحدَثوا نَقضَ المَواثيقِ!.
فيتوافق هذا مع قول الإمام
الشافعي:
لا يَكُن
ظَنُّكَ إِلّا سَيِّئاً *** إِنَّ سوءَ الظَنِّ مِن أَقوى الفِطَن
ما رَمى
الإِنسانَ في مَخمَصَةٍ *** غَيرُ حُسنِ الظَنِّ وَالقَولِ الحَسَن.
فيبادر بالرد الشاعر/
ابن علوي الحداد؛ قائلا:
الشك والوهم
رأس الشر والحذر *** والجد والصبر باب الفوز والظفر.
فيؤيده الشاعر/
عمر الأنسي؛ بقوله:
نَظِّف القَلب
مِن الشَكّ وَلا *** تَترُك القَلب بِلا تَنظيفه.
فيقول الشاعر/ إبراهيم ناجي:
آه من شك ومن حب ومن *** هاجِسات وظنونٍ
وحذر
كست الأفقَ
سواداً لم يكن *** غير غيم جاثم فوق الفكر.
فيضيف الشاعر/
جميل صدقي الزهاوي:
اسير بليل من
الشك داج *** على ضوء عقلي وهو ضئيل
وان الطبيعة
في سيرها *** لها سنن ليس عنها حويل.
فيقول الشاعر/ أحمد محرم:
هو الجِدُّ لا عُذْرَ للهازلين *** ولا حقَّ إن
غَلَب الباطلُ
ولا خيرَ في العيش إن لم يَفُزْ *** على الجاهلِ
الكيِّسُ العاقلُ.
فينصحنا الشاعر/ ابن الوردي؛ بقوله:
اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغزلْ *** وقلِ
الفصلَ وجانبْ مَنْ هزلْ
ودعِ الذكرى لأيامِ الصِّبا *** فلأيامِ
الصِّبا نجمٌ أفلْ.
فتحري الصدق والجد، والبعد عن الكذب والهزل؛ هو الطريق
لعلاج تلك الظاهرة السلبية؛ يقول الشاعر/ عبدالغني النابلسي:
كن على الصدق مقيماً والأدبْ *** والزم
العلم بفهم وطلبْ.
ومن أقوال الصالحين: (أول الصدق أن
تكون صادقاً مع الله سبحانه وتعالى)
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت).
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول؛ فيتبعون
أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر