نقطة ومن أول السطر (32): اللغة الفسيحة! ــ بقلم مجدي شلبي

نقطة ومن أول السطر (32):

اللغة الفسيحة!

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ماكاد يهدأ الجدال الدائر بين عشاق الفصحى والعامية؛ حتى أطلت علينا برأسها شوارد لغة جديدة بعجائبها وغرائبها؛ من خلال انطلاق مدونيها (الأحرار) نحو الكتابة المرحرحة، بلغة فسيحة مبحبحة!.

فوجدناهم ـ على مواقع التواصل الاجتماعي ـ يستبدلون الـ(الزاي) بـ(الذين): (اللزي) بديلا عن: الذي، (زمة) بديلا عن: ذمة، (أستاز) بديلا عن: أستاذ، (كزالك) بديلا عن: كذلك، (هازا) بديلا عن: هذا، (مازا) بديلا عن: ماذا، (بزور) بديلا عنك بذور، (أزان) بديلا عن: آذان، (تزكرة) بديلا عن: تذكرة، (جزور) بديلا عن: جذور، (حزف) بديلا عن: حذف، (أخزها) بديلا عن: أخذها، (رزيلة) بديلا عن: رذيلة، (سزاجة) بديلا عن: سذاجة، (شزوز) بديلا عن: شذوذ، (عزاب) بديلا عن: عذاب، (غزاء) بديلا عن: غذاء، (زكريات) بديلا عن: ذكريات، (قزر) بديلا عن: قذر، (كزب) بديلا عن: كذب، (لزيز) بديلا عن: لذيذ، (مزاكرة) بديلا عن: مذاكرة، (إنزار) بديلا عن: إنذار... إلخ.

ومن ثم يمكننا أن نضيف: (هاذي) بديلا عن: (هادي)؛ يقول الشاعر/ أبو العلاء المعري:

مَن يَبغِ عِندِيَ نَحواً أَو يُرِد لُغَةً *** فَما يُساعِفُ مِن هَذا وَلا هَذي

يَكفيكَ شَرّاً مِنَ الدُنيا وَمَنقَصَةً *** أَن لا يَبينَ لَكَ الهادي مِنَ الهاذي.

ــ ومن هزلهم وهذيانهم أن وجدناهم يفتحون التاء المربوطة (فتحا مبينا)!؛ فـ(ـة)؛ تصبح عندهم (ت): (رحمت الله) بديلا عن: رحمة الله، (مبارات اليوم) بديلا عن: مباراة اليوم، (والدت فلان) بديلا عن: والدة فلان، (بحجت أنه فعل كذا) بديلا عن: بحجة أنه فعل كذا، (قليلت العدد) بديلا عن: قليلة العدد... إلخ.

ــ ووجدناهم يستبدلون (الألف الممدودة) بـ(الألف اللينة): (هدا) بديلا عن: هدى، (فتا) بديلا عن: فتى، (وعا) بديلا عن وعى، (مضا) بديلا عن: مضى... إلخ، ناهيك عن الخلط بين الياء والألف اللينة، وبين الهاء والتاء المربوطة، وبين همزة الوصل وهمزة القطع...

ــ ووجدناهم يستبدلون (حرف النون) بـ(علامة التنوين): (رفضن) بديلا عن: رفضًا، (صريحن) بديلا عن: صريحًا، (دليلن) بديلا عن: دليلًا، (سليمن) بديلا عن: سليمًا... إلخ

وأخال الشاعر/ حذيفة العرجي يقصد هؤلاء بقوله:

‏هل ظلَّ منكِ لنَا حرفٌ وتنوينُ ‏*** أم ضعتِ منّا كما ضاعت فلَسطينُ؟ ‏

جيلٌ تَهمّشَ، ما ضاعت هويَّتهُ ‏*** بل ضُيِّعت حينَ ضاعَ العزُّ والدينُ

موجوعة الضاد كم آسيتِ غربتنا *** ‏فينا الجفاء وفيك العطف واللينُ

‏مُدي يديك أعيدينا مراكبنا *** ‏فالليل عاتٍ وموج البحر مجنونُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر