(2) الأدب الشعبي النثري ودوره في إرساء دعائم القيم
إعداد/ مجدي شلبي
(*)
مقدمة:
كنا قد توقفنا في
الحلقة السابقة من حلقات بحثنا في (الأدب الشعبي) عند التأكيد على أن (الأدب الشعبي) شأنه شأن جميع الآداب؛ إما أن يكون شعرا، وإما أن يكون
نثرا، ووعدناكم أن نستكمل حديثنا حول (الأدب الشعبي النثري) الذي بدأنا به، وها قد
حان موعدنا لاستكمال الحديث عنه، والكتابة فيه، والإشارة إلى أهميته في دعم القيم
والمثل والمبادئ.
أهمية الحكايات
التراثية:
لا شك أن القصص والحكايات
التراثية، التي تتوارثها الأجيال، ليست مجرد حكايات للتسلية، وتمضية الوقت، ولكنها
تعتبر في مضمونها وسيلة تربوية؛ توصل للمتلقي مفاهيم اجتماعية وأخلاقية متوارثة من
تجارب السابقين، ومعبرة عن تاريخهم الإنساني العريق، بغية إرساءً دعائم الأخلاق
الفاضلة، والحث على صفات الصدق والعدل والأمانة، وهو ما يتوافق مع الهدف الأسمى من
الأدب: (كل مايُتأدب به؛ فينهانا عن المقابح، ويحثنا على المحامد)، فضلا عن دور
الأدب عموما، والأدب الشعبي على وجه الخصوص في تنمية الخيال الإبداعي.
ولكي تتضح الصورة
أكثر؛ وجب أن نستعرض نماذجا من حكايات وقصص متنوعة بداية من (حكايات الأدب الشعبي
عند قدماء المصريين) وصولا إلى (أدب المقامة) و(التوقيعات الأدبية)، مرورا بـ(حكايات
كليلة ودمنة)، و(حكايات ألف ليلة وليلة)، و(حكايات جحا)...
نموذج من حكايات الأدب
الشعبي عند قدماء المصريين
حكايات وقصص عند
قدماء المصريين:
معلوم أن شكل
الكتابة الهيروغليفية اعتمدت إلى جانب اللغة على كثير من الرموز والعلامات
(الوسائط البصرية)، والمدهش أن العلماء في العصر الحالي قد ابتكروا برنامجا يحول
الأعمال الأدبية إلى مقطوعات موسيقية (كوسيط سمعي)!، وهو ما سوف أخصص له مقالا في
غير هذا الباب.
ونعود إلى الإشارة
إلى أدب قدماء المصريين الذي حفل بآلاف القصص والحكايات التراثية، منها: حكاية
(أنوبو وبيتيو) التي أشرنا إليها ـ سابقا ـ في معرض الحديث عن توظيف التراث الأدبي
في الأعمال الأدبية الحداثية، وتتلخص القصة التراثية الأصلية في أن: "أنوبو
وبيتيو أخوان ظلا يعيشان عيشة راضية سعيدة في مزرعة لهما حتى هامت زوجة أنوبو بحب
بيتيو، فردها عن نفسه، فانتقمت منه بأن وشت به إلى أخيه واتهمته بأنه أراد بها
سوءاً. و جاءت الآلهة والتماسيح لتعين بيتيو على أنوبو، ولكن بيتيو ينفر من بنى
البشر ويضيق بهم ذرعا ويبتر نفسه ليبرهن ذلك على براءته، ويعتزل العالم إلى
الغابات كما فعل تيمن الأثيني فيما بعد، ويعلق قلبه في أعلى زهرة في شجرة لا
يستطيع الوصول إليها أحد. وتشفق عليه الآلهة في وحدته فتخلق له زوجة رائعة الجمال
يشغف النيل بحبها لفرط جمالها، ويختلس غديرة من شعرها، وتحمل مياه النهر هذه
الغديرة فيعثر عليها الملك، فيسكره عطرها، ويأمر أتباعه بالبحث عن صاحبتها، ويعثر
هؤلاء عليها و يأتون بها، ويتزوجها، وتدب في قلبه الغيرة من بيتيو فيرسل رجاله
ليقطعوا الشجرة التي علق عليها بيتيو قلبه فيقطعونها".
نماذج أخرى منوعة من (الأدب
الشعبي النثري):
(كليلة ودمنة) ــ (ألف ليلة
وليلة) ــ (حكايات جحا)
1ـ كليلة ودمنة
كتاب كليلة ودمنة من أشهر الكتب التي تمت كتابتها باللغتين العربية والفارسية،
وتمت ترجمته إلى خمسين لغة، وقد ذُكِر في مقدمة الكتاب أنّ من قام بتأليفه في
الأصل هو الحكيم الهندي (بَيْدَبا) في القرن الرابع الميلادي، واستخدم الحيوانات
والطيور لتقديم قصص تحتوي على الحكم والمواعظ.
وفي القرن الثامن الميلادي ترجمه (عبد الله بن المقفع) إلى اللغة العربية،
وقد اعتُبر عمل ابن المقفع تحفة نثرية أدبية غير مسبوقة في تاريخ الأدب العربي، ومن قصص كليلة
ودمنة:
ـ قصة (الصياد والغزالة):
يحكى أنه في يوم من ذات الأيام قام صياد بالذهاب إلى الغابة ومعه قوسه
والأدوات الخاصة بالصيد، ومن ثم أصاب بقوسه غزالاً فأخذه وعاد به إلى بيته، وفي طريقه
للرجوع إلى بيته صادف خنزيرا بريا، فقذفه الصياد بسهمه؛ فهجم الخنزير على الصياد
وأصابه بضربة قوية ألقت بالقوس من يده وسقط الاثنان على الأرض موتى.
فمر عليهما الذئب وحين رآهما تكلم في نفسه قائلاً: هذه وجبه وفيرة فيوجد
رجل وخنزير وغزالة، سآخذهم لتناولهم في الغد، أما اليوم سوف أكتفي بأكل هذا القوس
إنه يكفى فقط ليومي، وفي خلال محاولة أكل القوس؛ انقطع الوتر فاندفع طرف القوس
للثعلب؛ فأصاب حلقه فمات هو الآخر. (وتتسق هذه القصة مع المثل "الطمع: يقل ما
جمع").
ـ قصة "في التأني السلامة وفي العجلة
الندامة":
زعموا أنّ امرأة ولدت غلامًا جميلًا، ففرح به أبوه، وبعد
أيام حان لها أن تتطهر وتغتسل، فقالت لزوجها: اقعد عند ابنك حتى أذهب إلى الحمام
فأغتسل وأعود، ثم انطلقت إلى الحمام وتركت زوجها والغلام، فلم يلبث أن جاءه رسول
الملك يستدعيه ولم يجد من يخلفه عند ابنه غير ابن عرس (حيوان يشبه القط) داجن عنده
كان قد رباه صغيرًا، وهو عنده مثل ولده؛ فتركه الرجل عند الصبي وأغلق عليهما البيت
وذهب مع الرسول.
وفجأة خرجت من بين أحجار البيت حية سوداء، فدنت من الغلام
فضربها ابن عرس ثم وثب عليها فقتلها ثم قطعها وامتلأ فمه من دمها.
جاء الرجل وفتح الباب فالتقاه ابن عرس كالمبشر له بما صنع
من قتل الحية، ولما رآه الرجل ملوثًا بالدم وهو مذعور طار عقله وظن أنه قد خنق
ولده ولم يتثبت من أمره ولم يتروى فيه حتى يعلم حقيقة الحال ويعمل بغير ما يظن من
ذلك، ولكنه ضرب بعكازه الذي بيده على أم رأسه فمات.
ثم دخل ورأى الغلام سليمًا حيًا وعنده حية مقطعة، فلما
تبين القصة وعرف سوء فعله في العجلة لطم على رأسه، وقال: ليتني لم أرزق هذا الولد
ولم أغدر هذا الغدر.
ودخلت امرأته فوجدته على تلك الحال، فقالت له: ما شأنك؟
فأخبرها من حسن فعل ابن عرس وسوء مكافأته له، فقالت: هذه ثمرة العجلة فهذا مثل من
لا يتثبت في أمره بل يفعل أغراضه بالسرعة والعجلة.
2ـ ألف ليلة وليلة:
"ألف ليلة وليلة هو كتاب يتضمّن مجموعة من القصص التي وردت في غرب
وجنوب آسيا بالإضافة إلى الحكايات الشعبية التي جُمِعت وتُرجمت إلى العربية. يعرف
الكتاب أيضاً باسم (الليالي العربية) في اللغة الإنجليزية، منذ أن صدرت النسخة
الإنجليزية الأولى منه سنة 1706، واسمه العربي القديم «أسمار الليالي للعرب مما
يتضمن الفكاهة ويورث الطرب» وفقاً لناشره وليم ماكنجتن" (نقلا عن ويكيبيديا).
"القصة الإطارية الرئيسية لحكايات «ألف ليلة وليلة» تحكي قصة ملك يدعى
شهريار، حيث بدأ الأمر عندما اكتشف الملك أن زوجة أخيه كانت خائنة وقد صُدم لذلك
الأمر، وما زاد ذلك اكتشاف خيانة زوجته له أيضاً، فقد كان أمراً لا يّحتمل بالنسبة
إليه، لذا قرّر إعدامها، ورأى أن جميع النساء مخطئات. تزوج الملك شهريار من
العذارى، يومياً، حيث يقتل العروس ليلة العرس، قبل أن تأخذ الفرصة لتخونه. بعد
فترة لم يجد الوزير الذي كان مكلفاً بتوفير عروس للملك، مزيداً من العذارى. عندها
عرضت ابنته شهرزاد نفسها لتكون عروساً للملك، فوافق أبوها على مضض. في ليلة
زواجهما، بدأت شهرزاد تحكي حكاية للملك ولكن لا تنهيها، ما أثار فضول الملك لسماع
نهاية الحكاية، ودفعه بالضرورة إلى تأجيل إعدامها للاستماع إلى نهاية الحكاية. وفي
الليلة التالية، عندما تنتهي من حكاية ما تبدأ بحكاية جديدة، تشوق الملك لسماع
نهايتها هي الأخرى وهكذا، حتى أكملت لديه ألف ليلة وليلة".
وتتعدد قصص ألف
ليلة وليلة: ونظرا لطول تلك القصص وضيق المساحة؛ أكتفي هنا بنقل تلخيص لبعضها:
ـ قصة (الملك ودوبان الحكيم):
يعمل دوبان الحكيم كمعالجٍ عند الملك يونان المُصاب بالجُذام. يُشفى الملك
على يد الحكيم دوبان، الذي يقوم الملك بتكريمه غاية الكرم، مما جعل وزير الملك
يونان يحسده ويحقد عليه. تتعقّد الأحداث عندما يحذّر مستشار الملك مليكَه بأنّ
دوبان ينوي قتله، فيستبق الملك الأحداثَ بقتل دوبان الحكيم، وقبل موته، يُهدي
دوبانُ الملكَ كتاباً سحرياً، فبعد إعدام الحكيم، يقرأ الملكُ في الكتاب فيموتُ
بسبب السمُّ الذي دسّه دوبان في صفحات الكتاب.
ـ قصة (علي بابا
والأربعين حرامي):
علي
بابا حطّاب فقير ومُجدّ في عمله، يكتشف مخبأً للصوص مليءٍ بالكنوز ومحميٍّ بتعويذة
سحرية هي “افتح يا سمسم”. يكشف علي بابا السرَّ لأخيه قاسم الذي يقتله اللصوص خلال
محاولته سرقة الكنز. فيكتشف اللصوصبأنّ علي بابا على درايةٍ بمخبئهم وطريقة دخوله، فينطلقون لقتله هو
الآخر، ولكنّ عبقريّة مُرجانة، خادمة علي بابا، تُفشِل مسعاهم. ويتزوج على بابا في
النهاية جاريته مُرجانة ويعيشوا في سعادة.
3ـ حكايات جحا:
وهي الحكايات
الأكثر تشويقا وإثارة ومتعة؛ نذكر منها:
ـ حكاية جحا
والمُهر:
في يومٍ من الأيام
كان جحا يسير في طريقٍ طويلٍ ومُشمس، وعندما تعب توجه للجلوس أسفل شجرةٍ ليستظل
بها، وتمنى لو أنه كان يملك حمارًا ليركبه، ويريحه من تعب الطرق، وفجأة مر من
جانبه فارسٌ وبيده سوط ومعه مهرٌ صغير يبدو عليه متعبًا، وعندما رأى جحا طلب منه
أن يقوم، ويحمل المهر على الظهر ليريحه، ولكن جحا رفض ذلك، فقام الفارس وضربه
ضربًا مبرحًا بالسوط، ومن الخوف حمل جحا المهر وركض به حتى وصل المدينة في أقل
وقتٍ ممكن، ووقع على وجهه، وقال: يا رب تمنيت أن يكون لدى حمارٌ أركبه عندما أتعب،
ولكنك أرسلت لي حمارًا يركبني!.
ـ حكاية الحصان
القوي:
في إحدى الجلسات
كان جحا جالسًا مع أناسٍ يقصون الحكايات عن فروسيتهم وبطولاتهم في القدم، وأرد جحا
تقليدهم وأن يريهم أنه كان بطلًا وشجاعًا مثلهم، فبدأ يقص عليهم قصة حصانٍ لا
يستطيع أن يركبه أحد، حيث أخبرهم كيف أن أشجع الشجعان في قريته لم يستطع الاقتراب
منه، وبطلٌ مغواٌر هجم على الحصان وقفز على ظهره فأوقعه الحصان أرضًا، وبدأ يسرد
عدد شجعان القرية، وكيف كان يهزمهم الحصان ويوقعهم أرضًا دون أن يتمكن منه أحد.
عندما أرد أن يقص عليهم كيف تمكن من ركوب الحصان وهزيمته، فأخذ يخبرهم كيف أنه رفع
ثيابه، وأمسك الحصان من عرفه وقفز فوقه، حتى دخل صديق جحا فجأةً؛ مما جعل جحا
يُغيّر مسار الحكاية على الفور، ويقول لهم ولكنني لم أستطع أن أركبه أنا أيضًا.
ـ حكاية جحا
والذهب:
في يومٍ من الأيام
باع جحا حماره في السوق مقابل مبلغٍ كبيرٍ من الذهب وخوفًا من أن تأخذ زوجته الذهب
وتصرفه من غير تفكير، بدأ بالبحث عن مكانٍ يخفي فيه الذهب بعيدًا عن يد زوجته،
وبعد طول تفكيرٍ وتخطيط خطر على بال جحا مكانٌ لن تستطيع زوجته اكتشافه فتوجه إلى
الصحراء، ودفن الذهب في الرمل أسفل غيمة، معتبرها إشارةً لمخبأ الذهب، وترك جحا
الذهب في ذلك المكان، وعاد لمنزله مسرعًا وواثقًا بذكائه، وبعد أسبوع عاد لكي
يُحضر الذهب، فبحث عنه وعن الغيمة طويلًا ولكن لم يجدها، فقد اختفت الغيمة واختفى
مكان مخبأ الذهب.
ـ حكاية جحا وبائع
اللبن الغشاش:
في كلّ مرةٍ يبتاع
فيها جحا اللبن يجده مغشوشًا بالماء، وفي يومٍ من الأيام عزم أن يذهب إلى السوق،
ويشتري اللبن دون أن يستطيع الباعة غشه، وفي هذه المرة أخذ جحا معه وعاءين فارغين،
وتوجه لبائع اللبن، وطلب منه أن يملأ اللبن في وعاء، وقال للبائع عندما استغرب من
حمل جحا وعاءين وهو يريد تعبئة وعاءٍ، هذان الوعاءان لكي تضع اللبن في وعاء،
والماء الذي ستغش به اللبن في الوعاء الآخر.
ومن القصص العربية
التراثية:
ـ النص التالي على لسان الراوي يحكي؛ فيقول:
"كنت مسافرًا؛ فانتهيت في الطريق إلى شجرة ظليلة فآثرت أن أستريح في
ظلها بعض الوقت، وإذا بي ألمح شيخًا إلى جوار جذع الشجرة يبكي بكاءً حارًا، وعن
يمينه كلب ممد على الأرض. وأشفقت على الرجل وأقبلت عليه في لهفة أستطلع شأنه لعلي
أستطيع أن أخفف عنه ما به، أو أقوم نحوه بشيء، فلما سألته عن حاله أجابني بصوت
متهدج تخنقه العبرات:
ـ كلبي! كلبي! إنه صاحبي الوفي إذا ما غدر الأصحاب، إنني لا أحتمل أن أراه
في هذه الحالة الشنيعة.
فقلت: وما بال كلبك يا سيدي؟ وماذا أصابه؟
قال: مسكين! إنه يجود بأنفاسه الأخيرة إنه يموت.
قلت: هل نزل به مكروه؟ هل عقره ذئب؟
فقال: كلا، ولكنه يموت من الجوع ولا يجد من الزاد ما ينقذ حياته.
فأخذت أواسي الرجل بما حضرني من كلمات العزاء والمواساة، ولكنّي لم ألبث أن
لمحت إلى جانب الرجل جرابًا منفوخًا؛ فسألته: وما الذي في هذا الجراب يا أخي؟
فقال: أرغفة أحملها لزادي.
قلت: الويل لك! أتحمل كل هذه الأرغفة ولا تقدم منها ما ينقذ حياة كلبك
الوفي العزيز الذي تبكي عليه بالدمع الغزير؟.
فحملق في الرجل في دهشة وهو يقول: حقًّا يا سيدي إنه وفي وعزيز جدًا ولكن
الصلة الوثيقة بيننا لم تصل إلى باب هذا الجراب".
إلى هنا انتهت القصة التراثية، وأرى أن أنسب عنوان لها؛ هو: (الكلاب
والجراب)!.
أخيرا وليس آخرا:
الحكاية السابقة تمهد
الطريق أمامنا للبحث في أدب (المقامة) التراثي العريق بخصائصه الفريدة، التي يمكن
تلخيصها في: الحكي الممتع، المعتمد على فنون بلاغية: (سجع، جناس، كنايات، تشبيهات، استعارات ومجاز)، وهو ما يحقق الإمتاع والتعلم والتأمل والنقد... وهو ما سنرجئ الحديث عنه، وعن أدب
(التوقيعات) و(الحكم والأمثال الشعبية)، إلى الحلقة القادمة إن شاء الله، وهو حديث
ذو شجون؛ وفي هذا أقول:
ولي شجن بآداب تولت *** فأحياها إلى الدنيا أديبُ
أصاب بومضه القصصي
نور *** وسهم الحقد يقصد من يصيبُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة
العامة لاتحاد كتاب مصر