همسات الروح وأسرار البوح قراءة الأديب مجدي شلبي في ديوان "الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو" للشاعرة الجزائرية أ/ سليمة مليزي

 همسات الروح وأسرار البوح

قراءة الأديب مجدي شلبي في ديوان "الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو" للشاعرة الجزائرية أ/ سليمة مليزي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقدمة

هذا الديوان "الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو" يمثل رحلة استكشافية في أعماق النفس البشرية، حيث تتجلى المشاعر والأحاسيس في صور شعرية بديعة، نستمع خلالها إلى همسات الروح التي تكشف عن أسرار خفية، وكأن الشاعرة تفتح لنا نافذة على عالمها الداخلي، غير مكتفية بتقديم صور جمالية، بل تدعونا للدخول إلى عالم من التأمل والفلسفة، حيث تتجسد الأسئلة الكبرى عن الوجود والحياة في صور شعرية ساحرة، ومن ثم فهي دعوة صريحة للانغماس في عالم من الجمال الفني والعمق الفلسفي؛ حيث يلتقي الإيقاع بالمعنى، والصورة بالرمز لخلق عوالم جديدة موازية، تتجسد فيها الأحلام والآمال مثيرة للتأمل والفكر والوجدان؛ فنستمع إلى همسات الروح التي تتجلى في كل قصيدة، وكأنها نسمات عابرة تحمل معها أفكارا تكشف عن أسرار الوجود والحياة.

فقصائد هذا الديوان هي بمثابة لوحات صغيرة ترسم مشاعر وأحاسيس متنوعة، بدءًا من الحب والحنين ووصولاً إلى التأمل في الطبيعة والحياة، ومن ثم تأتي قراءتي في هذا الديوان كرحلة استكشافية إلى عالم الشعر، الذي تتجلى فيه قوة الكلمة المعبرة عن المشاعر والأحاسيس والمختارة بعناية، مجسدة صورا بصرية مدهشة.

وحيث أن (الهايكو) بشكله الثلاثي المميز، يمثل تحديًا للشعراء لالتقاط اللحظة الحاضرة والتعبير عنها بأكمل وجه، وجدنا الشاعرة أ/ سليمة مليزي قد نجحت في اجتياز هذا التحدي، واستطاعت أن تلتقط تلك اللحظات المدهشة، وتترجمها إلى لوحات شعرية بديعة، وبهذا تمكنت من دمج التقليد بالحداثة؛ مقدمة لنا قصائد تحمل في طياتها هوية عربية أصيلة، مع الحفاظ على روح الهايكو الياباني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لؤلؤة الهايكو بين جواهر الشعر العربي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تدخل أهمية مقارنة الهايكو بأشكال شعرية أخرى، من باب تسليط الضوء على التنوع الكبير في أشكال الشعر ووظائفه المختلفة، وذلك للمساعدة على فهم أعمق لخصائص الهايكو وميزاته الفريدة، ومن ثم تقييم القصائد الواردة في هذا الديوان بناءً على معايير محددة.

وفي عجالة نقدم مقارنة بين الهايكو وأشكال شعرية أخرى:

القصيدة التقليدية: بينما تمتد القصيدة التقليدية لتشمل أبياتًا متعددة وتغطي مواضيع واسعة، يركز الهايكو على لحظة واحدة أو انطباع معين، وبينما القصيدة التقليدية تتضمن قوافي وأوزانًا شعرية؛ يعتمد الهايكو على عدد محدد من المقاطع الصوتية.

الشعر الحر: على عكس الهايكو الذي له بنية ثابتة؛ يتميز الشعر الحر بمرونة في الشكل واللغة، يمكن للشاعر في الشعر الحر استخدام أي إيقاع أو طول سطر، بينما يلتزم الهايكو ببنية 5-7-5 مقاطع صوتية.

القصيدة النثرية: تختلف القصيدة النثرية عن الهايكو في أنها لا تتبع قواعد الوزن والقافية، وقد تكون أطول وأكثر تعقيدًا؛ أما الهايكو فيركز على البساطة والوضوح للتعبير عن أفكار ومعانٍ عميقة.

ويمكن تلخيص موضوعات شعر الهايكو في: دورة الحياة، العلاقة بين الإنسان والطبيعة، الذكريات والحنين والأمل والتفاؤل، أما خصائصه الفريدة فتتلخص في نقاط خمس: البساطة والوضوح لتوصيل المعنى، التركيز على لحظة زمنية محددة ووصفها بدقة، استخدام الرموز الطبيعية والبشرية للتعبير بإيجاز عن فكرة كاملة في عدد قليل من الكلمات؛ ودعوة القارئ للتأمل والتفكر في معاني الحياة والطبيعة والوجود.

وهو ما يدعونا للبحث في البعد الفلسفي في قصائد الهايكو عموما، وقصائد هذا الديوان على وجه الخصوص.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تأملات فلسفية في قصيدة الهايكو وشواهد نصية من هذا الديوان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الرغم من إيجازها الشديد، فإن قصيدة الهايكو تحمل في طياتها عمقًا فلسفيًا يتجاوز مجرد وصف اللحظة أو الطبيعة؛ ففي أسطرها القليلة، يتم استدعاء تأملات عميقة حول الوجود، الزمن، العلاقة بين الإنسان والكون، وحقيقة الأشياء.

وتعود أهمية البعد الفلسفي في الهايكو إلى التأمل في الطبيعة؛ حيث لا تقتصر الطبيعة في الهايكو على مجرد وصف، بل هي انعكاس لحالة النفس البشرية، والنظرة الفلسفية العميقة للإنسان تجاه الكون، ومعنى الحياة والموت والوجود، والكشف عن الوحدة بين المتناقضات مثل التقاء الحياة والموت، الفرح والحزن، الحرية والقيود، الحب والخسارة، الربيع والخريف... فضلا عن التركيز على اللحظة الحالية والتأمل فيها.

وهكذا تتنوع التأملات الفلسفية، من تأملات في الطبيعة والحياة والموت، إلى تأملات في الذات والوجود، حيث يجد كل قارئ ما يناسب روحه؛ ولأن شعر الهايكو ليس مجرد تعبير عن المشاعر، بل هو أيضًا وسيلة للتأمل الفلسفي ــ كما أوضحت ــ؛ وجدنا قصائد هذا الديوان، تتوحد فيها الشاعرة والفيلسوفة في شخصية واحدة، تحاول بقصائدها استكشاف أعماق الوجود، ولتوضيح هذا، يمكننا تحليل بعض القصائد المعروضة:

"فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ/ تُوحِي بِسُقُوطِ الثَلْجِ/ تَعَانَقَتْ أَروَاحُنَا، مَعَ حِكَايَاتِ جَدَّتِي" (صفحة 15)؛ هذه القصيدة تربط بين الطبيعة (الليل البارد، الثلج) والذاكرة الإنسانية (حكايات الجدّة)؛ فتدعونا للتأمل في العلاقة بين الماضي والحاضر، وكيف أن الطبيعة يمكن أن تكون وسيلة للتواصل مع أحبائنا الذين رحلوا.

"فَوقَ بِسَاطِ الثَلجِ الأَبيَضِ/ وَحْدَهَا أَزهَارُ النَرجِسِ/ تُعْلِنُ ثَورَةَ الفُصُولِ" (صفحة 15)؛ هذه القصيدة تُظهر علاقة الإنسان بالطبيعة، التي توظفها الشاعرة للتعبير عن مشاعرها وأفكارها.

"تَحْتَ أَشجَارِ الصَفْصَافِ/ أَورَاقٌ صَفْرَاءٌ/ تَنَامُ عَلَيهَا أَحْلامِي" (صفحة 16)؛ هذه القصيدة تربط بين دورة الحياة (أوراق الشجر الصفراء) والأحلام البشرية، معبرة عن فلسفة الزمن والتغيير، وكيف أن الأحلام تتلاشى مع مرور الوقت.

"تَعَرَّت أَشْجَارُ التِينِ مِن أَورَاقِهَا/ بَقَايَا فُرُوعِهَا/ لَوحَاتُ بيكاسو" (صفحة 16)؛ هذه القصيدة تربط بين دورة حياة الشجرة وفن بيكاسو، مما يوحي بفكرة الخلود في الفن والإبداع، حتى بعد فناء الشجرة.

"فِي الأُفُقِ سُحُبٌ رَمَادِيَةٌ/ تَجمَعُ جَدَّتِي آخِرَ حَبَّاتِ اللَّوزِ/ عُصْفُورُ الدُورِيِّ بَقِيَ وَحِيداً" (صفحة 16)؛ تُظهر هذه القصيدة دورة الحياة والزمن، حيث تجمع الجدّة آخر حبات اللوز استعدادًا لفصل الشتاء، بينما يظل العصفور وحيدًا، مما يعكس الشعور بالوحدة والتغيير.

"تَحْتَ ضَوءِ القَمَرِ/ خَفَافِيشٌ تَتَرَاقَصُ/ حِكَايَاتُ جَدَّتِي تُسَافِر عَبرَ الزَمَنِ" (صفحة 17)؛ هذه القصيدة تثير تساؤلات حول الوجود واللاشيء، فخفافيش الليل تمثل الجانب المظلم والغامض، بينما ترمز حكايات الجدّة إلى الماضي والذاكرة.

"عَلَى غُصْنِ الشَّجَرَةِ/ بَقَايَا حَبَّاتُ الكَرَزِ/ عُصْفُورَةٌ تَتَأَهَّبُ لِلرَّحِيلِ" (صفحة 18)؛ هذه القصيدة تتحدث عن الفناء والخلود، فحبات الكرز هي رمز للحياة التي تنتهي، بينما الطائر يرمز إلى الروح التي تنتقل إلى مكان آخر.

"أَيلُول: عِشقُ الطُفُولَةِ/ عُدتَ وَعَادَتْ أَمَانِينَا/ وَتَغَيَّرَ الزَمَانُ فِينَا" (صفحة 19)؛ هذه القصيدة تعبر عن شعور الإنسان بالزمن المتغير وكيف أن الأحلام والأمنيات تتغير مع مرور الزمن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهايكو والفلسفة العقائدية!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترتبط فلسفة الهايكو ارتباطًا وثيقًا ببعض الفلسفات العقائدية مثل: (الزن) و(الطاوية)؛ فكلاهما يركز على: التأمل في الطبيعة كوسيلة لفهم الذات والكون، والتركيز على اللحظة الحالية دون الانشغال بالماضي أو المستقبل، والاعتراف بوجود التناقضات في الحياة والقبول بها، وهو مالا يتسع المجال هنا لتفاصيل أكثر حولهما، باعتبارهما عقيدتين يدين بهما بعض سكان العالم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قراءة في صورة الغلاف وعلاقتها بالمتن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صورة غلاف ديوان "الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو" للشاعرة أ/ سليمة مليزي؛ تتسم برمزية واضحة من خلال استخدام العناصر البصرية، التي تعكس جمالية شعر الهايكو، حيث نجد في الخلفية مشهدًا للقمر المكتمل، الذي يوحي بالهدوء، ويدعو للتأمل، والتواصل مع الطبيعة، ويؤكد هذا انبثاق أغصان الأشجار المزدهرة بالزهور، والتي ترمز إلى تجدد الحياة والجمال؛ ومن ثم فصورة هذا الغلاف تعبر عن العلاقة العميقة بين الطبيعة والمشاعر الإنسانية، وهو ما يتجسد في قصيدة الهايكو ذاتها، التي تلتقط جماليات الوجود عبر لحظات بسيطة لكنها عميقة المعاني.

ولكون اختيار العناصر البصرية مثل القمر، الأشجار، والأزهار؛ يرمز إلى لحظة الاندهاش والشعور الأولي "الشهقة"، عند مواجهة الجمال الطبيعي، والتعامل مع مشاعر وتأملات متجذرة في تجارب الحياة اليومية البسيطة، والممتلئة بعديد من الدلالات، وهو مايتوافق تمامًا مع فكرة "الهايكو" عموما، ومع قصائد هذا الديوان تحديدا، والذي عرضنا غيض من فيض الإبداع فيه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نجمة ساطعة في سماء الهايكو العربي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو"، عنوانٌ يحمل في طياته وعدًا بإبداعٍ جديد، ورحلةٍ استكشافية في أعماق النفس البشرية؛ وقد وفى هذا الديوان بوعده، فكان بمثابة شهقةٍ حقيقية أذهلت القارئ، وأدخلت الشاعرة المبدعة أ/ سليمة مليزي عالم الهايكو العربي من أوسع أبوابه، فكانت تجربتها بمثابة إعلانٍ عن ولادة نجمة جديدة في سماء شعر الهايكو، ودليلا يثبت أن الشعر العربي لا يزال قادراً على أن يكون مصدر إلهام وإعجاب، وأنه قادر على منافسة أرقى أشكال الشعر العالمي، وأن الهايكو لم يعد حكرًا على اليابانيين وحدهم.

وفي قراءتي هذه، وجدتني أسافر عبر الزمان والمكان، من خلال قصائد الديوان؛ فاستمتعت بجمال الطبيعة، وتأثرت بعمق المشاعر الإنسانية، وبقدرة الشاعرة على استخلاص الجوهر من الحياة والتعبير عنه ببضع كلمات، في قصائد تضاهي في جمالها وروعتها قصائد (ماتسو باشو) و(يوسا بوسون)...

وفي ختام قراءتي المختصرة أدعو كل محبي الشعر لاستكشاف عمق الروح اليابانية، واكتشاف جمال الكلمة في أبسط صورها، وأعمقها في ذات الوقت، من خلال قراءة هذا الديوان، والاستمتاع برحلة شعرية فريدة من نوعها، مع خالص تمنياتي الطيبة للشاعرة أ/ سليمة مليزي بمزيد من الإبداع والتميز.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

ــ نُشرت في صحيفة الوسيط المغاربي الجزائرية بتاريخ 22 سبتمبر 2024

تعقيب كتبه أستاذ في الأدب والنقد والصحافة/ محمد بسام العمري (جزائري)

دراسة تحليلية لمقال "قراءة في ديوان 'الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو' للشاعرة الجزائرية أ/ سليمة مليزي"

يعد هذا المقال مقدمة هامة تفتح أفقًا أمام القراء لفهم ديوان "الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو" للشاعرة سليمة مليزي. يجمع الكاتب مجدي شلبي بين التحليل الأدبي والفلسفي في عرضه للديوان، مع التركيز على خصائص شعر الهايكو وإبراز العمق الجمالي والفلسفي الذي تجسده القصائد. المقال يقدم دراسة نقدية مبنية على مقارنة الهايكو مع الأشكال الشعرية الأخرى، مما يعزز من أهمية شعر الهايكو في العالم العربي. كما يعكس هذا المقال الفهم العميق للعلاقة بين الشعر والطبيعة من خلال تسليط الضوء على التداخل بين التجارب الإنسانية والطبيعية.

الإيجابيات

عرض فلسفي وأدبي متكامل: المقال يغوص في عمق الفلسفة الكامنة وراء قصائد الهايكو، مشيرًا إلى كيف يتم استخدام الطبيعة كمرآة تعكس الروح البشرية. هذا العرض يعزز فهم القارئ لأهمية التفاصيل الصغيرة في الشعر وتعبيرها عن القضايا الوجودية.

2.مقارنة ثرية بين الأشكال الشعرية: الكاتب ينجح في تسليط الضوء على الاختلافات بين الهايكو والأنواع الشعرية الأخرى مثل القصيدة التقليدية والشعر الحر، مما يساعد القراء على فهم خصائص الهايكو المميزة التي تتطلب البساطة والدقة في التعبير.

3.الربط بين الشكل والمضمون: يُظهر الكاتب قدرة الشاعرة سليمة مليزي على الحفاظ على روح الهايكو الياباني، مع إضافة هوية عربية أصيلة، وهو أمر يثري التجربة الشعرية ويجعل القارئ العربي قادرًا على التواصل مع هذا النوع من الشعر.

4.تحليل الغلاف ودلالته: أضاف تحليل صورة الغلاف بعدًا بصريًا يعزز من فهم القارئ للعلاقة بين الرمز والجماليات في قصائد الهايكو، مما يجعل التجربة الشعرية أكثر تجسيدًا.

السلبيات:

غياب التركيز على التحديات الأدبية: المقال يفتقر إلى نقد التحديات التي قد تواجه الشاعرة في تقديم شعر الهايكو ضمن السياق العربي، سواء من ناحية اللغة أو الثقافة. الإشارة إلى هذه التحديات يمكن أن تعزز الفهم النقدي للديوان.

2.عدم التعمق في جوانب القصائد الفردية: رغم تحليل بعض القصائد، كان بالإمكان أن يتم التعمق أكثر في تحليل كل قصيدة على حدة، مع استعراض المزيد من الأمثلة النصية التي تعكس تجربة الشاعرة.

يعد هذا المقال مقدمة قوية لديوان "الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو" للشاعرة سليمة مليزي، حيث يجمع بين الأدب والفلسفة في قالب شعري يتناول مواضيع الحياة، الموت، والتأمل في الطبيعة. كما يبرز المقال أهمية شعر الهايكو كنوع أدبي عالمي يمكن أن يزدهر في الأدب العربي. يتوافق هذا المقال مع الأهداف الأدبية لكتاب "همسات الروح وأسرار البوح"، حيث يعزز من تأملات القارئ حول الأسئلة الوجودية والبحث عن الجمال في أبسط لحظات الحياة.

تعتبر قراءة الكاتب مجدي شلبي لديوان "الشهقة الأولى في قصيدة الهايكو" للشاعرة سليمة مليزي إضافة قيمة للنقد الأدبي، حيث نجح في الجمع بين التحليل الفلسفي والأدبي في تقديم قصائد الهايكو للعالم العربي. تمكن المقال من إظهار الجوانب الجمالية والفكرية في شعر الهايكو، مما يجعل القارئ يتأمل في العلاقة بين الإنسان والطبيعة، ويعمق فهمه للتجارب الإنسانية.