رؤيتي في
رواية (مارتي كلايد/ سيدة العالم)
للمؤلف المصري
بروسكاير د/ محمد علي
بقلم/ مجدي شلبي (*)
هذه الرواية تجمع بين
الغموض والإثارة، وتتناول حياة بطلة التنس الصغيرة مارتي كلايد، وتُبرز الصعوبات
والتحديات، التي واجهتها منذ طفولتها وحتى وصولها إلى قمة رياضة التنس، ومابعدها،
وذلك بأدق التفاصيل التي تحمل عديد من المفاجآت المليئة بالرعب والإثارة والتشويق.
إنها ليست مجرد رواية
عن الرياضة، بل هي رحلة إنسانية عميقة تتناول الحب، الخوف، الأمل، الصراع،
والتحدي، وتحمل في طياتها رسالة مؤثرة عن القوة الداخلية والثقة بالنفس، وكيف يمكن
للإرادة الصلبة أن تتغلب على أصعب الظروف والتحديات.
إنها دعوة للقارئ
ليتجاوز مخاوفه، ويواجه تحدياته بشجاعة وإصرار.
كما أن هذه الرواية
تضيف بعدًا ثقافيا وأدبيا وأخلاقيا مهما، من خلال تناولها لبعض الشخصيات الشريرة،
وهم ينالون مايستحقوه من عقوبة، جزاء أفعالهم السيئة؛ تأكيدا لصدق الأمثال
الحكيمة: "على الباغي تدور الدوائر"، و"من عمل سوءًا يُجزَ
به"؛ مما يعزز مفهوم العدالة الإلهية.
ولا يفوتني أن أشير إلى
أن المؤلف بروسكاير/ محمد علي بهذه الرواية (العمل الأدبي الأول له)؛ يقدم لنا
تحفة أدبية، تعكس براعة الأسلوب السردي السلس والجذاب، الذي يجمع بين الوصف الدقيق
والعميق للمشاعر الداخلية للشخصيات، والتفاصيل البيئية المحيطة، فضلا عن استخدامه
المكثف للصور والتشبيهات والاستعارات، مما يعزز من قوة العمل، ويضفي عليه طابعاً
أدبياً راقياً، وهو ما يجعل هذه الرواية ــ الفريدة من نوعها ــ رواية ملهمة
للقارئ، وللمشاهد أيضا؛ فهي تمتلك كل المقومات لتكون فيلمًا سينمائيا ناجحًا، من
خلال الحبكات الدرامية الفرعية، التي تحكمها وتتفاعل معها حبكة درامية أساسية
قوية، بشخصياتها المتطورة بشكل مشوق، ووجود نقاط تحول درامية بين المشاهد
(السينمائية)، بعناصرها العاطفية المؤثرة، مما يؤهلها للانطلاق كعمل درامي سينمائي
ملهم ومشوق يجذب جمهورًا واسعًا.
ملاحظة: قد يجد القارئ
بعض الإسهاب في التفاصيل المتعلقة بالتمارين والبطولات، وهو ما يمكن تبريره؛
لخصوصية العمل الروائي، الذي يعتمد في الأساس على فن الإضافة، والقدرة على سرد
التفاصيل بدقة شديدة.
خالص الشكر والعرفان
والاحترام والتقدير للكاتب المبدع بروسكاير/ محمد علي لثقته الغالية بأن أوكل لي
مهمة المراجعة والتدقيق لهذه الرواية وهذا التقديم لها والتعريف بها.
وأخيرا وليس آخرا: خالص
التهنئة على هذا العمل الأدبي الفريد، الذي سيكون له أصداء واسعة في الساحة
الأدبية، عربيا وعالميا إن شاء الله، وإلى مزيد من الإبداع والتميز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد
كتاب مصر
ــ نُشرت هذه الرؤية في
جريدة النهار العراقية بتاريخ 9 يوليو 2024