نوادى الأدب في ظل ثورة 25 يناير
في الوقت الذي اتسعت فيه رقعة المطالب الفئوية اكتفى الأدباء (أعضاء النوادي الأدبية) بالتعبير عن مشاعر الابتهاج بنجاح الثورة و راحوا ينظمون الأشعار على طريقة فرح العمدة!.
و ليس غريباً على الساحة أن تنقلب مواقف بعض الشعراء رأساً على عقب من تمجيد للنظام السابق إلى تنديد به!.
لكن الغريب و العجيب حقاً هو أن نبتهج بالتغيير الذي شمل مناحي الحياة... في ذات الوقت الذي نغفل فيه عن حالة تكريس الوضع الأدبي القائم... فتسكرنا نشوة الفرح العام و تنسينا الشأن الخاص الذي هو جزء لا يتجزأ من الحراك الثوري الرافض للشللية و الاستعلاء و استغلال النفوذ و الفساد
إن ما آلت إليه أحوال كثير من أندية الأدب ليس بخافٍ على أحد... إما بسبب تغيب الأدباء أو بسبب تغيب الأدب!.
فهل سيحرص الأدباء منذ الآن على حضور الندوات الأسبوعية حتى لا تتحول نوادينا الأدبية إلى أطلال نتباكى عليها؟
و هل سيؤدى مناخ الثورة إلى تغيير سلوكيات بعض الأدباء فنشهد تعاملاً أخوياً راقياً متعاوناً بينهم و بين زملائهم؟.
و هل سيؤدى مناخ الثورة إلى المطالبة بحق الأدباء في إدارة شؤون أنديتهم الأدبية دون وصاية أو تدخل مريب؟
و إلى متى يظل الصراع محتدماً بين بعض مجالس إدارات النوادى و بين الأعضاء في أحيان، و بين أعضاء مجلس الإدارة الواحد بعضهم البعض في أحيان أخرى؟
أسئلة تفتح الباب على مصراعيه أمام بعض الأدباء الذين يحتفلون بالثورة كلاماً، و يكفرون بها ممارسة داخل أنديتهم الأدبية!.