مراهقة ذكورية في الساحات الأدبية
مقال مقامي: بقلم/ مجدي شلبي
مراهقة متأخرة انتابت بعض شيوخ الأدب؛ فأضحى
اهتمامهم بالنساء المستأدبات مبالغاً فيه إلى حد قلة الأدب؛ فبعضهم يُقبِل
المستأدبة الشابة عياناً بياناً؛ بزعم أنها مثل ابنته، و يصرح بغير حياء؛ أنه ضعيف
أمام النساء... و هو ضعف مرضي يدخل من باب الافتتان بكتاباتهن ( المقلوظة )؛ طمعاً
في أن يبادلنه إعجاباً بإعجاب؛ على طريقة ( زى ما احبك حبينى )!...
و سعياً وراء تحقيق هذا الهدف الملعوب؛ نجدهم
في قراءة النص الأدبي المكتوب؛ يكتفون بقراءة النص الأنثوي اللهلوب؛ و هو من وجهة
نظرهم النص الأهم؛ حيث يتسم في الأغلب الأعم؛ بالجمال و الاتساق ( الفسيولوجى )
و الروعة و الرقة و العذوبة، و التفرد في العرض، جذاب للمتلقى ( الناظر )، يدفعك دفعاً
لالتهام الكتاب كله من ( رأسه حتى إخمص كعبيه ) مروراً بالعناوين البارزة؛ ذات
الدلالات المعبرة الناجزة، و الداعية إلى التأمل بانبهار لتلك الأفكار اللولبية،
التي تخترق القلب بسهم كيوبيد؛ فتدعوك لقراءة ( النص ) الرائع من جديد!...
تلك هي الحالة المحتالة، التي تُسيل لعاب
الواحد منهم بما يشبه ( الريالة )، فتمنحهم المستأدبة نظرات إعجاب تبادلية، بعد كسر
( خياشيمهم ) الذكورية، على صخرة أنوثتها الكاوتشوكية، و تحييهم على تشجيعهم لها؛
تشجيعاً لم تنله من أبو عيالها!...
و هي صورة متكررة؛ أضحت تشكل ظاهرة؛ مقاومتها
ليست بالأمر السهل؛ فالكهل المذكور؛ يريد العبور من خلالهن عبوراً مادياً و معنوياً
لحياة يجدد بها شبابه الموهوم؛ بعد أن ركنته أم عياله على الكوم!...
و حتى لا أطيل عليكم أيها القراء الأعزاء؛
أسأل هؤلاء بمقتضب الطلب، وصدق الرجاء:
أفلا تستحوا أيها الكبار من تلك الأفعال
الصبيانية، التي تقلل من قيمتكم، و تُذهب بهيبتكم و احترام الآخرين لكم؟...
أقسم بالله العظيم؛ أني ناصح مخلص
أمين...
اللهم هل بلغت؛ اللهم فاشهد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي المقامي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 28/9/2012
و في مواقع أخرى عديدة
و في مواقع أخرى عديدة