مجالس إدارات الأندية الأدبية... المشكلة والحل


مجالس إدارات الأندية الأدبية.. المشكلة والحل

قبل الولوج إلى طرح الرؤى والمقترحات والحلول يجب أن نعترف بحقائق وأمور ساهمت فى إحداث حالة التكلس والقصور التى تعانى منها جل الأندية الأدبية وأبرزها:

* عدم وجود رؤية واضحة ولا برنامج محدد لأى من المرشحين لمجالس الإدارة... حتى أضحى الوصول لعضوية مجالس الإدارات فى حد ذاته هدفاً (بغية المباهاة والمنظرة والجلوس على منصة الندوات ليس إلا) !!
مما أدى إلى العديد من المظاهر السلبية السيئة منها :

(1) أن بعض أعضاء مجالس الإدارات يكتفون بالحصول على تلك الصفة ولا يحضرون الندوات أصلاً!.

 (2) عزوف كثير من الأدباء الكبار ـ أعضاء الجمعيات العمومية ـ عن حضور ندوات النوادى أيضاً (فإما أن يكونوا أعضاء مجالس إدارة أو رؤساء أندية وإلا فلا)... وهم يستمرئون تغيبهم لثقتهم فى أنهم لم ولن يخضعوا لعقوبة الفصل طبقاً للائحة لوجود مجاملات بينهم وبين مجالس إدارات أنديتهم (كما أن اللائحة فى هذا الشأن تحتاج إلى تعديل فى مدة التغيب عن حضور الندوات بتقصيرها)

 (3) إبقاء الوضع على ماهو عليه بلا تجديد ولا تغيير ولا إضافة إذ كيف يضيف أو يغير أو يبدل من لايملك أساساً قدرة ولا حتى نية لفعل شىء مختلف عما سار عليه من سبقوه... (هنا يجب أن نذكر بكل عرفان وتقدير أن النادى الأدبى بديرب نجم شرقية قدم نموذجاً فريداً ووحيداً للتغيير والإضافة عندما ابتدع يوماً ما مؤتمراً أدبياً سنوياً أضحى الآن تقليداً عاماً لفروع الثقافة على مستوى الجمهورية)...

(4) استغلال صلاحيات مجالس الإدارات فى استضافة شخصيات أدبية إما تربطهم بها صداقات وعلاقات شخصية وإما سعيا وراء علاقات شخصية جديدة تحقق لهم مآرب ذاتية مستقبلاً... في الوقت الذى توقفت فيه أو كادت علاقة الجمعيات العمومية لأندية الأدب بعضها ببعض من خلال تنظيم تبادل الزيارات بين الأندية والتى من المفترض أن تكون أحد المهام الرئيسية لمجالس إدارات تلك الأندية

(5) عدم الاعتماد على نقاد متخصصين فى تقييم الأعمال الأدبية المعروضة خلال الندوات العادية مما أفسح المجال لهواة النقد الذين يتخصصون فى هدم أى موهبة واعدة تتلمس خطواتها الأولى على درب الإبداع... مما أدى لعزوف هؤلاء الشباب عن حضور تلك الندوات

(6) عدم استغلال الأندية الأدبية المصنفة درجة أولى للزيادة المالية المضافة لميزانيتها استغلالاً جيداً... فبعضهم يرى أن يعيد الفائض وبعضهم الآخر يرى توزيعه على الأدباء كيفما اتفق دون معيار موضوعى
والأصح والأوفق هو أن تخصص هذه الزيادة لطبع عملين كل عام من إبداعات الأعضاء بشرط توخى الحيدة والموضوعية والنزاهة فى الاختيار... أو مطبوعة جماعية لأعضاء النادى (نصف سنوية) على شكل مجلة... أو تنظيم مسابقات بين الأعضاء فى مجالات الأدب المختلفة وتمنح جوائزها من تلك الزيادة... ولا أبالغ إن قلت أن تلك الزيادة ومقدارها 2000 جنيه يمكن أن يصدر بها سنوياً كتاب لأحد الأعضاء ومجلة أوكتاب مشترك وجوائز مسابقة أيضاً

ولأن عرض المشكلات يسهل معرفة الحلول رأيت أن أتبع نهجاً بعيداً كل البعد عن شعار الضعف والخذلان (ليس فى الإمكان أبدع مما كان)... وأدرك أن الذين وضعوا رؤسهم فى الرمال الناعمة لا يعنيهم بحال من الأحوال ما طرحته عاليه...  ولا بما جاء فيه...
وربما تثور ثائرتهم وتنتفخ كرامتهم وتعوج رقابهم وتجحظ عيونهم وتحتد أصوتهم على رأى رأيته فكتبته إيماناً بحكمة برنارد شو (لا قيمة لرأى يظل حبيس الصدر)

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد