النوادي الأدبية و ضرورة التغيير بقلم: مجدي شلبي

النوادي الأدبية و ضرورة التغيير 
قبل الولوج إلى خطة العمل لإصلاح النوادي الأدبية، وجب طرح أبرز المشكلات التي تتعرض لها هذه النوادي بأطرافها الثلاثة ( مجلس الإدارة و الجمعية العمومية و الجهة الإدارية ) و تداخلاتها غير المحددة و غير المفهومة لأسباب عديدة منها:
(1) عدم الإلمام بتفاصيل اللائحة الخاصة بالنوادي الأدبية و القرارات المتعلقة بها، مما أدى إلى حالة من الحيرة و الغموض الذي يكتنف أداء أعضاء مجلس الإدارة و عدم معرفة حدود تدخل الجهة الإدارية في قرارات المجلس و فرض الوصاية الإدارية عليه، و تجاهل الدور الهام لأعضاء الجمعية العمومية في هذه القرارات، التى من بينها وضع الخطة، و مناقشة بنود صرف الميزانية، و إمكانية محاسبة مجلس الإدارة في حالة عدم القيام بواجباته أو ثبوت تقصيره الإداري أو المالي أو عدم تقيده باللائحة، و وجوب سحب الثقة منه إذا اقتضت الضرورة ذلك...
(2) عزوف أكثر الأعضاء عن حضور الندوات الأسبوعية لأسباب عديدة منها:
أ ـ حالة الترفع و الاستعلاء الذي ينتاب بعض الأدباء و يجعلهم ينظرون إلى النادي الأدبي الذي ينتسبون إليه نظرة استعلاء... فإما أن يكونوا أعضاء مجلس إدارة و إلا فلا!.
ب ـ وجود مؤسسات ثقافية عديدة تنافس الأندية الأدبية بتحررها من القيود البيروقراطية… و عدم تقيد ندواتها بيوم معين أسبوعياً.
جـ ـ إتساع الفجوة بين النوادي الأدبية و المجتمع، و تقوقع النشاط داخل حدود المقر و عدم الاهتمام بمشاركة وسائل الإعلام و الوسائل الالكترونية الحديثة لأنشطة النوادي الأدبية.
د ـ سيطرة الجنس الأدبي الذي يتخصص فيه مدير الندوة على ما عداه، مما يشكل اعتداء سافراً على الأجناس الأدبية الأخرى التى تأتي مشاركتها في تلك الندوات على استحياء...
و ـ التفاوت غير المبرر في المقابل المادي الرمزي الذي يتقاضاه بعض الأدباء مقابل المشاركة في الندوات أو بالمحاباة لأعضاء لا يحضرون أصلاً.
هـ ـ عدم إصدار أي مطبوعات أو دوريات خاصة بالنادي تتضمن إبداعات الأعضاء، حيث لم يتم أي إصدار مطبوع خلال الثلاث دورات الماضية (6 سنوات)!...
(3) زيادة الميزانية المادية للنوادي الأدبية طبقاً لأعداد الأعضاء المسجلين، و ليس بناءً على حجم و كم و فاعلية النشاط، مما جعل النوادي صاحبة الأعداد الكبيرة تكتفي بتلك الميزة عن أي تطوير أو تنشيط، في الوقت الذي يتم فيه إحباط النوادى ذات النشاط الكبير و عدد الأعضاء الأقل...
(4) عدم الاهتمام بتوصيات المؤتمرات الأدبية سواء كانت مؤتمرات اليوم الواحد أو المؤتمرات الإقليمية أو مؤتمر أدباء مصر، و اعتبار ما تنص عليه مجرد ( طق حنك و فض مجالس ) ليس غير… و يرجع هذا لأسباب عديدة منها:
أ ـ الوجوه التي تحضر هذه المؤتمرات هي هي لا تتغير، و لا تتبدل، و تنتقل من مؤتمر إلى مؤتمر، حتى أضحى حضورهم هدفاً في حد ذاته، يتباهون به و يفتخرون، و لا يهمهم ما يسفر عنه المؤتمر من توصيات و لا يحزنون.
ب ـ أعضاء الجمعية العمومية كالأطرش في زفة المؤتمرات، فمجلس الإدارة يمارس ديكتاتورية الاختيار و يفضلون في الأغلب الأعم ترشيح أحدهم ـ مخالفين بذلك اللائحة ـ
جـ ـ تدخل الجهة الإدارية في اختيار قيادات المؤتمر ( الرئيس و الأمين العام و أعضاء الأمانة) بل و يتدخلون حتى في اختيار أعضاء لجنة التوصيات، خشية أن تأتى توصية تخالف هواهم، أو تتضاد مع مصالحهم الشخصية، أو تكشف بعض السلبيات… فيكفيهم من المؤتمر أن يقول المختار: كله تمام، و ليس في الإمكان أبدع مما كان!...
(5) الإجتماع الشهري لنادي الأدب المركزي، أصبح مجرد عملية روتينية تعدها و تخرجها و تستف أوراقها الجهة الإدارية، و يتخلف في كثير من الأحيان أعضاء نادي الأدب المركزي ( رؤساء نوادي أدب فرع الثقافة ) عن الحضور و يتم تأجيل موعد الانعقاد الذي أضحى تحصيل حاصل... فلا مناقشة للمشكلات التي تواجه رؤساء النوادي الأدبية في أدائهم لعملهم؛ و التى أدت في بعض الحالات إلى إغلاق نواديهم بالضبة و المفتاح، و التوقف الفعلى عن ممارسة النشاط، و الاكتفاء بالنشاط الوهمى على الورق!...
> و للحديث بقية <
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 14/9/2012
............