كان عيداً .. فهل عاد ؟!ـ

كان عيداً .. فهل عاد ؟
* مجدى شلبى
عندما تنسمت عبير العيد القادم على الأبواب .. خشيت أن يحتفى به البشر كالمعتاد .. على طريقة (العيدهة) بما تحمله من معانى الجفاء والحمق .. هذا الجفاء الذى جعل الأخوة والأصدقاء يكتفون بالتبريكات والتهانى من خلال رسائل المحمول النمطية.. المتبادلة على الطريقة التجارية (خذ وهات) .. وخلينا بعيد أسلم .. لتحل مظاهر العزلة والابتعاد محل مشاعر الألفة والتواد !
لقد أضحى شعار الأعياد بيت الحكمة الشهير : عيد بأى حال عدت ياعيد / بـما مضى أم بأمر فيك تـجديد .. ؟
ولأننى من عشاق (التسخر ـ من السخرية) وهو عكس (التصخر) فقد استوقفنى بيت وارد بعد هذا البيت ـ بشارعين ثلاثة ـ يقول :
أصخـرة أنـا مالـي لا تحركنـي / هذي الـمُدام ولا هذي الأغاريـد ؟ .. ولما كانت (المُدام) مقصود بها الخمر والعياذ بالله .. فمن باب الاحتراز والحرص بمغالاة .. تجنبت (المَدام) حفظها الله .. رغم أن الجمال له سكرة .. والأنوثة الطاغية عذوبة ورقة .. إلا أننى أؤكد على حقيقة أمر .. عدم وجود علاقة البتة بين أم العيال والخمر .. !!
وقبل أن تطير من رأسى الفكرة .. كما طارت من جيبى النقود .. ومن بيتى البركة .. ومن دكانى الزبائن .. ومن قلبى الفرحة .. ومن عمرى اللحظة .. ومن ولدى الهدوء .. ومن عقلى الذكاء والفطنة .. أعود إلى مابدأناه .. من الشعور بالمعاناة لما آلت إليه أحوال أعيادنا .. فقد ربط البعض بطريقة تعسفية .. بين الأعياد والألعاب النارية .. حتى تحول الابتهاج إلى إزعاج يدعو إلى الفرار .. ويأتى انعكاساً لمناخ عدم الاستقرار الذى يصنعه الكبار.. بحروبهم البغيضة ونزاعاتهم العنصرية والطائفية !.. حتى أدمت عيوننا مشاهد عراقيين وعراقيات وهم يتأهبون للاحتفاء بالعيد مع أحبابهم الراحلين من آباء وأزواج وأبناء .. فى القبور التى تعج بالضحايا الأبرياء !
فهل يعود العيد سعيداً مبهجاً كما كان ؟
وهل يحل الأمل وثقافة الحياة ..محل الألم واجترار الحزن والمعاناة ؟
كل عام وأنتم جميعاً بخير ياعباد الله .
** منية النصر ـ محافظة الدقهلية ـ مصر
نُشر بموقع شبكة الإعلام العربية (محيط) رابط :
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=171476