رحلة سفر على ظهر سلحفاه ! (1من 3)
* مجدى شلبى
* مجدى شلبى
لم يمر قليل وقت على ركوبنا الباص المتجه من القاهرة إلى المنصورة حتى بدأ الركاب فى ممارسة سلوكهم المعتاد ، حيث ترتفع الأيادى نحو أنبوب التكييف محاولين توجيهه الوجهة التى يرون أنها تحقق لهم مايلتمسونه من هواء منعش بارد فى هذا الجو القائظ ومايكاد ينطلق الباص حتى تنطلق ألسنة هواة الكلام بالحوارات الجانبية التى تصدع الرؤوس ....
فيقحمونا فى مشاكلهم الخاصة ويستعرضون قدراتهم الحنجورية على التصدى لغرمائهم والانتصار عليهم فى معارك وهمية مستغلين الإعفاء الجمركى الممنوح للكلام أسوأ استغلال !
ويلفت النظر رجل تظهر عليه ملامح الحنق وهو يتناول طعام فطوره وغذاءه وعشاءه فى وقت واحد بمنتهى الشراسة والوحشية ، وكأن بينه وبين الطعام ثأراً مؤجلاً وجب القصاص منه وفاءاً متبوعاً بماء وعصائر .... ثم ختمها بنفايات غازية كريهة انطلقت معلنة حالة التخمة التى أعقبها انفجار مدوٍ .... حاول إخفاء الصوت بسعال مفتعل ... إلا أن الرائحة النافدة قد اخترقت أنوف الركاب !
تأذت عصفورة صغيره من تلك الصفعة الهوائية فأخرجت من حقيبة يدها منديل معطر وضعته على أنفها ... واكتفى الآخرون بوضع أكفهم ككمامة بغية التصدى لهذا الهجوم المفاجىء بتلك الأسلحة البيولوجية الخانقة !
صعد مفتش المصلحة لمراجعة التذاكر صاح متململاً "إمته بقى ربنا يتوب علينا من الشغله دى !!"..... ـ تذكرنك ياأستاذ ـ تفضل ـ أيوه يابيه ـ بالسلامة ـ التذكرة من فضلك ـ شكراً ـ ماشى ـ أيوه يامدام ـ تفضلى حاول السائق القضاء على حالة الملل بسبب تطبيقه الحرفى للحكمة الشهيرة (فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة) ...
رغم كون (العجلة من الشيطان والتوانى منه أيضاً) !... فأدار شريط فيديو لفيلم (الصبر مفتاح الفرج !) دون أن نعرف أى فرج هذا الذى مفتاحه الصبر وهل هو غير الفرج الذى مفتاحه الأكل وحشو المصران ! أغمض البعض عيونهم كى يروا فى المنام لحظة إطلاق سراحهم من أسر هذا السائق الملول .... ثم هاهم يتيقظون بعد ساعة من الاستنيام على وصول الباص الميمون إلى بنها ـ يارب ينفخ فى سرته ـ الواحد حاسس انه ذاهب لسانت كاترين وليست المنصورة !
ـ شد حيلك شويه يااسطى ! ـ ياجماعة اطلبوا الصبر من الميكروباص إلى الباص !
ـ الظاهر انه زعلان مع الجماعة فى البيت ومش عاوز يروح انهارده ! ـ ياجماعه الرجل ملتزم بتعليمات المرور 6 كيلو فى الساعة لم يرى الصفر اعذروه ! صاح أحد الركاب مستخدماً عبارة وردت فى أغنية شهيرة دقيقة واحدة كان يجره إيه ؟! .. ساعة واحدة كان يجره إيه ؟! ... عشر ساعات كان يجره إيه ؟!!
فنظر أحد الظرفاء نحو الرجل الأكول وأنشد : كان يجره ويجره ويجره ... كان يجره حاجات كثيره !! ومازال الحديث موصولاً عن تلك الرحلة التى لم نصل بعد إلى نهايتها السعيدة !
** منية النصر ـ الدقهلية ـ مصر
تاريخ التحديث :- توقيت جرينتش :الثلاثاء , 13 - 5 - 2008 الساعة : 11:18 صباحاً
فيقحمونا فى مشاكلهم الخاصة ويستعرضون قدراتهم الحنجورية على التصدى لغرمائهم والانتصار عليهم فى معارك وهمية مستغلين الإعفاء الجمركى الممنوح للكلام أسوأ استغلال !
ويلفت النظر رجل تظهر عليه ملامح الحنق وهو يتناول طعام فطوره وغذاءه وعشاءه فى وقت واحد بمنتهى الشراسة والوحشية ، وكأن بينه وبين الطعام ثأراً مؤجلاً وجب القصاص منه وفاءاً متبوعاً بماء وعصائر .... ثم ختمها بنفايات غازية كريهة انطلقت معلنة حالة التخمة التى أعقبها انفجار مدوٍ .... حاول إخفاء الصوت بسعال مفتعل ... إلا أن الرائحة النافدة قد اخترقت أنوف الركاب !
تأذت عصفورة صغيره من تلك الصفعة الهوائية فأخرجت من حقيبة يدها منديل معطر وضعته على أنفها ... واكتفى الآخرون بوضع أكفهم ككمامة بغية التصدى لهذا الهجوم المفاجىء بتلك الأسلحة البيولوجية الخانقة !
صعد مفتش المصلحة لمراجعة التذاكر صاح متململاً "إمته بقى ربنا يتوب علينا من الشغله دى !!"..... ـ تذكرنك ياأستاذ ـ تفضل ـ أيوه يابيه ـ بالسلامة ـ التذكرة من فضلك ـ شكراً ـ ماشى ـ أيوه يامدام ـ تفضلى حاول السائق القضاء على حالة الملل بسبب تطبيقه الحرفى للحكمة الشهيرة (فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة) ...
رغم كون (العجلة من الشيطان والتوانى منه أيضاً) !... فأدار شريط فيديو لفيلم (الصبر مفتاح الفرج !) دون أن نعرف أى فرج هذا الذى مفتاحه الصبر وهل هو غير الفرج الذى مفتاحه الأكل وحشو المصران ! أغمض البعض عيونهم كى يروا فى المنام لحظة إطلاق سراحهم من أسر هذا السائق الملول .... ثم هاهم يتيقظون بعد ساعة من الاستنيام على وصول الباص الميمون إلى بنها ـ يارب ينفخ فى سرته ـ الواحد حاسس انه ذاهب لسانت كاترين وليست المنصورة !
ـ شد حيلك شويه يااسطى ! ـ ياجماعة اطلبوا الصبر من الميكروباص إلى الباص !
ـ الظاهر انه زعلان مع الجماعة فى البيت ومش عاوز يروح انهارده ! ـ ياجماعه الرجل ملتزم بتعليمات المرور 6 كيلو فى الساعة لم يرى الصفر اعذروه ! صاح أحد الركاب مستخدماً عبارة وردت فى أغنية شهيرة دقيقة واحدة كان يجره إيه ؟! .. ساعة واحدة كان يجره إيه ؟! ... عشر ساعات كان يجره إيه ؟!!
فنظر أحد الظرفاء نحو الرجل الأكول وأنشد : كان يجره ويجره ويجره ... كان يجره حاجات كثيره !! ومازال الحديث موصولاً عن تلك الرحلة التى لم نصل بعد إلى نهايتها السعيدة !
** منية النصر ـ الدقهلية ـ مصر
تاريخ التحديث :- توقيت جرينتش :الثلاثاء , 13 - 5 - 2008 الساعة : 11:18 صباحاً
توقيت مكة المكرمة : الثلاثاء , 13 - 5 - 2008 الساعة : 2:18 مساءً