لاتُسرف

لاتُسرف ... لاتُسرف
* مجدى شلبى

مما لاشك فيه أن الماء يُعد أغلى الثروات الطبيعية التى منحها الله للبشر ، ففى الوقت الذى يستطيع فيه الإنسان أن يظل على قيد الحياة شهوراً بدون طعام ، لايمكنه العيش أياماً دون مياه فالماء عنصر يستمد أهميته من ارتباطه التام بحياة جميع الكائنات من إنسان وحيوان ونبات ...

يقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل (وجعلنا من الماء كل شىء حى) ورغم ماتوصل إليه العلم من تقدم فى جميع المجالات إلا أنه يعجز عن خلق قطرة واحدة من الماء .... يقول تعالى (أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم انزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) ونظراً لأهمية المياه فقد خصص المجتمع الدولى يوماً عالمياً للمياه بغية إدراك أهمية هذا العنصر الهام لاستمرار الحياة (اليوم العالمى للمياه 22 مارس من كل عام).

فرغم أن مساحة المياه من بحار وأنهار ومحيطات تمثل 70 % من إجمالى مساحة الكرة الأرضية ، إلا أن خبراء البيئة يتنبأون بنشوب نزاعات دولية وصراعات مستقبلية على المياه بسبب الزيادة المطردة فى السكان والإسراف فى الاستخدام (عندما كنا نحصل على الماء بمشقة كنا نحافظ على كل قطرة ، فلما أصبح الحصول عليه يسيراً أضحينا فيه أكثر إسرافاً وتبذيراً ) !

وهو سلوك يخالف ماتدعونا إليه العقائد والأديان التى تحثنا على الاعتدال بلا إفراط ولاتفريط ... فقد ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نهيه عن منع الماء حتى لا يؤدي هذا المنع إلى الإضرار بأي كائن حي بل زاد على ذلك فجعل صدقة الماء من موجبات الجنة , فعن كدير الضبى قال (جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال : قل العدل وقدم الفضل قال : أرأيت إن لم أفعل؟ قال: هل لك إبل؟ قال: نعم.. قال انظر بعيرا من إبلك وسقاء يسقى عليه الماء , وانظر أهل بيت لا يجدون الماء إلا غبا, فلعله أن لا ينفق بعيرك, ولا ينخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة) كما دعت السنة النبوية فى ذات الوقت إلى حماية الماء والحفاظ علية وعدم الإسراف فيه, على نحو ماورد عن ابن عمر قال (رأى رسول الله صلى الله علية وسلم رجلا يتوضأ فقال : لا تسرف ... لا تسرف) وعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله علية وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال : (ماهذا السرف ؟َ!

قال : افي الوضوء إسراف؟ قال : نعم وإن كنت على نهر جار) أفلا نحافظ على أهون موجود وأعز مفقود ، أفلا نحافظ على سر الحياة والوجود امتثالاً لما تفرضه علينا عقيدتنا السمحاء وما يفرضه الواقع الذى نحياه مع شح وندرة المياه ؟!

توقيعات :
# أنواع الماء المادى هى : ماء مقطر (ناتج عن تكثيف بخار الماء) / و ماء عذب / وماء معدنى (من جوف الأرض وبه أملاح خاصة) / و ماء أجاج (بالغ الملوحة وغير مستساغ) / و ماء الزهر أو الورد (ناتج عن تقطير بخارى لهذه النباتات) ؟
# أنواع الماء المعنوى : ماء الشباب أى : نضارته / و ماء الوجه أى : الحياء (ومنها أراق ماء وجهه) / و رجل ماه القلب أو ماهى القلب أى : جبان ؟
# لاتتم تحلية المياه بإضافة السكر إليها !
# الماء الراكد يولد العفن !
رياء الماء سراب ، وريه ثواب !
# تسريب المياه ليس أقل خطراً من تسريب الإشعاع !
# الظمآن لاترويه العصائر ، بل تزيده عطشاً !
# الماء من صنع الله ، ومع ذلك يحاسبنا عليه البشر !
# الفقراء يغرقون فى (شبر ماء) من الغلاء (وتلك قضية أخرى تحتاج إلى غيره مقال)!
** منية النصر ـ الدقهلية ـ مصر
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=123121#down