(لحظة) واحدة لاتكفى// مجدى شلبى
من عجب أن يشعر المرء بمرور (لحظات) السعادة بسرعة البرق، وتسير (لحظات) الحزن بخطى سلحفاة، وهو شعور يعكس رغبة جامحة فى توقف الزمن طويلاً عند محطة السعادة، وخشية من لحظات قادمة قد تكون قاتمة لاقدر الله ولاكان !فمثلما تحدث للإنسان اضطرابات نتيجة فروق توقيت بين البلدان عند السفر، تحدث اضطرابات على غرارها نتيجة فروق التوقيت الداخلى طبقاً للحاله المزاجية والمواقف المتناقضة .... فكلما استطاع المرء ضبط التوقيت الداخلى كلما كان أكثر قدرة على التوافق والاتزان النفسى بعيداً عن (التطرف) الانفعالى فبين السعادة والحزن مساحة رحبة تتسع للعديد من المشاعر .... وهو تعدد يثرى حياة الإنسان ويخرجها من ضيق الانغلاق لرحابة الوعى والفهم والإدراك..... فلا يمكن أن يحيا الإنسان فى قالب جامد لايتغير.... فالذى يغضب لحظة قد يرضى بعدها لحظات ، ومن يفرح لحظة قد يحزن بعدها لحظات .... فإذا توقف أحدنا عند لحظة ما ولم يغادرها ، فسيمضى قطار الزمن تاركاً إياه على رصيف الحياة يبكى ويولول على (ليلاه) ! إن من يضع على عينيه غلالة حمراء يرى الدنيا حمراء ، ومن يضع غلالة سوداء فسيجدها سوداء ، ومن يتخلى عن الغل والغلالات فسيرى الدنيا بثراء تنوعها المبهج على حقيقتها تستحق أن تعاش ومن عجب أن نجد البعض لايكتفى بنظرته المتشائمة للحياة بل يقف على قارعة الطريق محاولاً إلباس السائرين المسالمين طاقية إعماء حتى لايروا الشمس فى عز الظهر الأحمر !فحذار من قطاع طريق السعادة ... لصوص الفرح والابتسام !
بقلم : مجدى شلبى
منية النصر / الدقهلية / مصر