نحن آخر بالنسبة للآخر// مجدى شلبى
الاختلاف سنة من سنن الحياة فلا يمكن أن تستقيم إلا بتعدد الرؤى والأفكار ، وتنوع الأجناس والأشكال والألوان ، واللغات والمفاهيم والمعتقدات فيخطىء من يسعى لإكسابها صبغة واحدة وصبها فى قالب واحد فلولا الاختلاف لضاقت الأرض بما رحبت ، ولما كان هناك جديداً تحت الشمس .... فالتعدد يظهر الفروق ويقضى على الرتابة والملل ويدفع للتقدم ويحفزنا للنشاط والعمل فبين البياض والسمرة تتعدد ألوان الطيف فتبهج الحياة بهذا التنوع ومن اختلاف العقول واختلاف زوايا الرؤية واختلاف القدرات والإمكانات والمواهب تتوالد أفكار رشيدة ورؤى مفيدة وطاقات جديدة وقرارات سديدة فلولا التنوع ماحدث التكامل والتعاضض والتآخى والتآزر بين البشر .... ولولا التنوع ماحدث البناء بمعناه المعنوى والمادى أيضاً ... كبناء الأسرة الذى يحتاج إلى رجل وامرأة فلو تأملنا طبيعة الحياة لأدركنا قيمة وأهمية وضرورة الاختلاف التكاملى بين السماء والأرض / الذكر والأنثى / الغنى والفقر / القوة والضعف / العلم والجهل / الموت والحياة ....وعليه فمحاولات قولبة الحياة وتنميطها يُعد مخالفة لطبيعتها ، وحرث فى بحارها ومحيطاتها وأنهاراها يهدر طاقة كبيرة لو اُستُغِلت فى المشاركة الإيجابية لأثمرت خيراً عميماً نتعامل من خلاله بندية عطاء مع ماوصل إليه العالم من تقدم وارتقاء
بقلم مجدى شلبى
منية النصر دقهلية مصر