هل هن حبائل الشيطان ؟!ـ

هل هن حبائل الشيطان أم نصفنا الجميل ؟!!// مجدى شلبى

فى الوقت الذى تتم فيه معالجة قضايا المجتمع بعيداً عن العنصرية والطائفية البغيضة.. تأتى معالجة قضايا المرأة على نحو يمثل فصلاً تعسفياً بين عنصرى الأسرة التى تشكل اللبنة الأولى للمجتمع كله .فالمتأمل بوعى للجدل الدائر الآن حول حقوق المرأة يلحظ تهاوناً يتسم بالتفريط فى تلك الحقوق من جانب البعض ، يقابله انحياز مفرط من جانب البعض الآخر ، فثقافة (إما ... وإما) لاتعترف بالوسطية والاعتدال التى تعنى ـ بحسب المفهوم الخاطىء ـ الرضا والقبول بأنصاف الحلول فيجنح المدافعون والمهاجمون على حد سواء عن فضيلة الاعتدال ... معتبرونه نوع من أنواع الخنوع والاستسلام !وعليه فقد أضحى كل طرف متحصناً برؤيته ، مدافعاً باستماته عن وجهة نظره ، مدعياً العلم والمعرفة ، ومتهماً الطرف الآخر بالجهل والحقد والغباء !!ومن عجب أن كل فريق من الفريقين يطبق تكتيك لعبة كرة القدم (استخدام إسلوب الهجوم أفضل طريقة للدفاع) فينكشف ظهر ملعبه ويحرز الطرف الآخر العديد من الأهداف فى مرماه !ومادمنا بصدد تشبيه مايحدث فى تلك النقاشات بما يحدث على أرض المستطيل الأخضر ، فلا يفوتنى أن أشبه المشجعات اللائى انضممن إلى مدرجات تشجيع الرجال ... والمشجعون الذين انضموا لتشجيع فريق النساء ، بحالة الذى أصابه يأس من انصلاح حال فريقه الأثير ... فانقلب عليه وعمد لتشجيع الفريق الآخر ، وهو تعبير سلبى عن رفض بقاء الوضع على ماهو عليه .... ودعوة ضمنية للتغيير نحو الأفضل على كل حال .... فعجلة التغيير تسير إلى الأمام ، ولن يعرقل تقدمها محاولات المتشبثون بأوضاعهم وماحققوه ظلماً وعدواناً من مكتسبات تلك هى الصورة التى يلتقطها أى متابع لهذا الجدل الدائر حول حقوق المرأة التى هى الأم والأخت والزوجة والإبنة والحفيدة أيضاً وهنا تبرز أسئلة مهمة : # هل الرجل يحب المرأة أم يبغضها ؟! ... إذا كان يحبها فلماذا يحرمها من بعض حقوقها ؟ ولو كان يبغضها فلماذا يتزوجها ؟! ... هل حبه مشوب بالبغض ، أم هو بغض مدسوس فى الحب ؟!# هل الزواج تكامل بينهما وشراكة وتعاون .... أم أنه استعلاء وهيمنة وغطرسة وإهمال ؟!# هل الزواج وسيلة لتبادل السعادة وبناء الأسرة ، أم أنه وسيلة لتفريغ شحنات الغضب والتلذذ بإيذاء الغير ؟!# هل الأسرة من الترابط والتعاضد والائتلاف ، أم أنها من الأسر والعنف والاختلاف ؟!إن كلا الزوجين له حقوق وعليه واجبات مادية ومعنوية أيضاً ... فالإنسان روح وجسد ... أحاسيس ومشاعر ، فلا ينبغى إغفال الجانب المعنوى من تلك العلاقة :فعندما يصف بعضنا النساء بأنهن حبائل الشيطان ! ، وأنهن باب الجحيم ! ، وأنهن مصدر الغواية والإغراء ، وأنهن أعداء الرجال بحسب المأثور الذكورى الفج (من كان له امرأة كان له عدو) !يكون قد ارتكب إثماً فى حق المرأة لاينبغى أن تتهاون (نون النسوة) فيه فإن كانت قلة من النساء جندهن الشيطان لخدمة أغراضه الدنيئة ، فلا ينبغى التعميم وإطلاق الأحكام ... فهذا الشيطان اللعين لايفرق فى مسعاه بين رجل وامرأة ، فما أكثر الرجال الذين أضحوا حبائل له حيث يسعون للتغرير بالنساء واستدراجهن وإغوائهن وإغرائهن ودفعهن للانحراف عن الطريق القويم وكما كانت امرأة نوح عدوة له ، كان فرعوناً عدواً لزوجته المؤمنة آسية بنت مزاحم إن الرجل والمرأة شريكان فى الحياة وليسا أبداً خصمين ... فإذا ساد بينهما الوئام والتكامل والوفاق والاحترام المتبادل نجحت الشراكة وصلح المجتمع ، أما إذا حدث غير ذلك ـ لاقدر الله ولاكان ـ فقل على الدنيا السلام !

ـبقلم مجدى شلبى

منية النصر دقهلية مصر

نثشرت بموقع محيط الإخبارى رابط :

http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=96862