مكافأة المجتهد

"مكافأة المجتهد دافع له وحافز للمقصر"// مجدى شلبى

تلك العبارة الواردة بالعنوان أرى وجوب جعلها شعاراً يتبناه كل مسؤول فى موقعه كبر هذا الموقع أو صغر فالمسؤولية أمانة يُسأل المرء عنها يوم القيامة. تلك المساءلة والمحاسبة التى تشمل منح المجتهدين فى الأعمال درجات علا مكافأة لهم على ماكانوا عليه من التزام وعدل وصلاح... ومعاقبة غيرهم على مافرطوا فيه وقصروا. يقول الحق سبحانه وتعالى ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت 46
إن الخالق العظيم جل فى علاه عن كل تشبيه يكافىء المجتهدين ويعاقب المقصرين بالترغيب والترهيب.. (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل 97 .... (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا) الذاريات 6
ورغم أن العمل المكلف به العامل / فى أى مجال من مجالات العمل / يأخذ عليه أجراً. إلا أن التميز فى الأداء والإخلاص فى العطاء يجب أن يقابله تقدير وثناء /معنوي ومادى أيضا ً.... أما الذين يؤدون العمل على مضض رافعين شعار (على قدر الراتب يكون العمل) فهؤلاء يسلكون طريقاً هو للشر والتقصير أقرب .... والغريب حقاً أن يتعامل البعض مع طبيعة عمله بقرف وزهق فيشق عليه العمل الذى لايطيقه ويبادله بغضاً ببغض !
والنتتيجة المؤكدة هى تخلف المجتمع بسبب المعرقلون لسير العطاء والعمل المتنصلون من مهامهم الوظيفية أو عملهم المكلفون بأدائه، فى ذات الوقت الذى لم يتخلوا عن رواتبهم التى يحصلون عليها منه (فلهم خيره، وله شرهم )

!
ومن عجب أن يلجأ بعض هؤلاء المقصرون المهملون إلى اتباع النصيحة المضللة (من لايعمل لايخطىء ( فيؤثرون السلامة ويقعدون عن العمل خشية الندامة والوقوع فى الخطأ !!

وهو سلوك مشين فى حاجة لتقويم وتصحيح مفاهيم السادة المسؤولين... فالخطأ ليس عيباً إذا كان عارضاً، ولاشك أن رسولنا الكريم /عليه أفضل الصلاة وأعظم التسليم / قد أوضح لنا فى حديثه الشريف حقيقة أن (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين) أو كما قال

إن سنة الله فى خلقه هى أن نتعلم من أخطائنا ونستفيد، لاأن نركن إلى قعودنا ونستكين .... فلو لم نتعلم من أخطائنا ونسعى لتصحيحها بإصرار على تحقيق الهدف لما تقدمنا خطوة واحدة على الطريق بالمعنى المعنوى والمادى أيضاً
فتعالوا نرقب طفلاً يتعلم السير،،، يقع،،، ثم ينهض ليكرر المحاولة،، فوقوعه لم يثنيه عن تحقيق الهدف،، ويستمر على هذا الحال ، ولنسأل أنفسنا ماذا لو لم يحاول الطفل النهوض وتكرار المحاولة وظل جالساً لسنوات ؟! ....

صحيح أنه لن يخطىء فى السير مرة أخرى لسبب بسيط هو أنه لن يستطيع السير أبداً !!!

فالذين اعتادوا على الركون والقعود والتقصير فى العمل والعطاء لن يتقدموا خطوة إلى الأمام... ومن عجب أنهم يحاولون جذب المتقدمين عليهم إلى وراء، كى يكونوا فى هذا (الهم) سواء !!

لقد أضحى المجتهدون فى عملهم يعانون بسبب وجود هؤلاء البلداء الذين يسخرون من إخلاصهم ويتحينون الفرصة للإيقاع بهم لدى الرؤساء !!إن الذى لايعجبه عمله عليه أن يتركه لغيره فلامجال للتعالى على طبيعة العمل، فهناك ملايين من البشر يبحثون عن عمل يثبتون من خلاله قدراتهم على الإبداع والابتكار بعشق وتفانٍ وإخلاص

بقلم مجدى شلبى

منية النصر دقهلية مصر

http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=99194