جمعية للرفق بالإنسان !ـ

مطلوب جمعية للرفق بالإنسان !ـ
* مجدى شلبى

لقد أضحت كلمة (حقوق) هى الأكثر تداولاً الآن ضمن مفردات عديدة أفرزها الانفتاح الفكرى ومناخ الحرية ، حيث يتبارى الجميع أفراداً وجماعات فى المطالبة بحقوقهم دون الالتفات لما عليهم من واجبات فنجد المرأة تطالب بحقوقها (المهضومة) والرجل فى المقابل يخشى على حقوقه من الإصابة بعسر (الهضم) ! ، والطفل يطالب بحقوقه فى الوقت الذى يخشى فيه الأبوين من حدوث فوضى أخلاقية واستغلالٍ مُخِلٍ لمناخ الحرية فتضيع حقوقهم لدى أبنائهم !ـ

وعليه فالصراع أضحى محتدماً بين المطالبة بحقوق مشروعة والمعارضة المستميتة لمنع تلك الحقوق عن أصحابها بتسويفات مماطلة ومماحكات باطلة!ـ

ومن عجب أن يهتم البشر بحقوق الحيوان أكثر من اهتمامهم بحقوقهم : فيحترمون مشاعره / ويمتنعون عن تعريضه للتعذيب أو الحبس أو التضييق عليه / ويمتنعون عن السخرية والاستهزاء به / ويمتنعون عن تخويفه وإرهابه / ويمتنعون عن استخدامه فى غير ماسُخر له / ويمتنعون عن إرهاقه فى العمل ، فضلاً عن حرصهم على توفيرالغذاء والمياه والنظافة والعلاج
فإذا كانت تلك بعض حقوق الحيوان التى يحرص عليها البشر طبقاً لما تفرضه عليهم العقائد والأخلاق ، فماذا حدث فى مجال حقوق الإنسان الآن ؟! :ـ

تأسست العديد من الجمعيات الحقوقية ورغم هذا مازال الملايين من البشر فى العالم يعانون من الاضطهاد وملايين يتضورون جوعاً وملايين يتضررون من نزاعات وحروب لاذنب لهم فيها (ضحايا ومصابين ومشردين ولاجئين) ، وملايين ضحايا خلافات أسرية ، وملايين ضحايا أفكار منغلقة ورجعية ، وملايين يعانون من التعصب العقائدى أو الرياضى على حدٍ سواء !ـ

ورغم أن المطالبة بالحقوق فى حاجة إلى وعى وإدراك ، نجد البعض يناشدنا بالاهتمام بحقوق متعاطى المخدرات / الذى أصيب بمحض اختياره / ويعمد إلى إهمال حق المريض العقلى الذى جاء مرضه كرهاً ورغماً عنه ، فإذا كان المدمن يجد من يدافع عن حقه فى الرعاية والاهتمام وحقه فى العلاج ، فإن المريض العقلى محروم من هذا الاهتمام وفى حاجة ماسة لإنشاء جمعية للرفق به أيضاً !ـ
وستظل قضية (الحقوق) من القضايا المطروحة على بساط البحث إلى أن يطابق البشر بين مايقولون ومايفعلون فيحولون أقوالهم البليغة إلى أعمالٍ تنبض حيوية وحياة : (الحق أبلج والباطل لجلج) و(الحق حبيب الله) و(الساكت عن الحق شيطان أخرس) و(الحق يعلو ولايُعلى عليه) و(من صارع الحق صرعه) و(الحق ظل ظليل) و(الحق دولة والباطل جولة) و(الدين إنصافك الأقوام كلهم / وأى دين لآبى الحق إن وجبا)ـ

فهل ينتهى بنا الكلام إلى عمل ؟ هذا هو المرتجى والأمل
** منية النصر ـ دقهلية ـ مصر

http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=57409&pg=1