نحن وأسئلة الأطفال (المحرجة) !ـ
مايكاد الطفل الصغير ينظر ببراءة ويسمع باندهاش وينطق بعفوية حتى يفاجئنا بأسئلة (محرجة) فى محاولة حثيثة منه لتكوين معارفه الأوليةوهو مايراه البعض خروجاً على النص وتخطياً للحدود .. فإما أن يُقابل بالصمت ولايجيبه ولايرد ... فيزداد الأمر تعقيداً لديه فيحاول الصغير استقاء معلوماته من أى طريق حتى ولو كان غير آمن ... ثم مايلبث الآباء يشتكون من عشوائية تصرفات الأبناء وتضارب رؤاهم وتناقض أفكارهم !وإما أن يستخدم بعض الآباء إسلوب النهى والزجر والاعتراض على تلك (الجرأة) وعلى هذا (التطاول).. فيشعر السائل الصغير بالغربة والقهر وينتابه الخوف والرعب ... وعندئذ تنمحى لديه الرغبة العلمية لارتباط مفهومها بالخطأ والخطر .... ثم مايلبث الآباء يشتكون من بطىء تحصيل الأبناء وتخلفهم عن زملائهم فى الدراسة ... !إننا إذا أردنا تمهيد طريق التفوق والنبوغ لدى الأبناء وجب علينا الإجابة على أسئلتهم بذكاء يشبع رغبتهم فى المعرفة ، وينمى لديهم القدرة على الاستزادة المعلوماتية إن بناء المجتمع مرتهن بتنمية عقول أبنائه ، والإجابة على أسئلتهم تلك وغيرها هى اللبنة الأولى فى هذا البناء فلا ينبغى أن نحرم أطفالنا من حقهم الطبيعى فى المعرفة ، كما لاينبعى أن نحرم المجتمع مستقبلاً من نبوغهم وتفوقهم المنشود ، وعطائهم الإيجابى الفعال .