اشتم عمو !// مجدى شلبى
يحلو لبعض الأسر عند اجتماعها ، أن تستغل أطفالها كمادة للتسـلية واللهو ! ، فمنهم من يُعَلم طفله فنون السب وقبيح الكلام ، ثم يستنطقونه بالأمر (اشتم عمو) ! ، فينطلق لسان الطفل بأقذع الألفاظ التى حفظها عن ظهر قلب ، دون إدراك لمعناها .. ومع انطلاق الشتائم تنطلق الضحكات والقهقهات ، فينظر الطفل بعفوية واستغراب إلى هؤلاء (الكبار) ، الذين يستحقون على فعلهم هذا اللوم والتوبيخ والتأنيب !ومنهم من يعتبر الطفل (قرد مسلسل) ، ويفخر أمام الأهل أو الأصدقاء ، أنه بإشارة منه يجعله ينام نوم العجوزة ، ويعجن عجين الفلاحة (فى الوقت الذى عزفت فيه الفلاحة عن العجين والخبيز وهدة الحيل ، وأصبحت تشترى الخبز جاهزاً من الفرن الآلى) ! ـ وينظرون باحتقار إلى الأطفال النبهاء ، الذين يرفضون تنفيذ تلك الأوامر الغريبة والعجيبة ويدافعون عن كرامتهم ، فيصفونهم بأوصاف أقلها أنهم (مفاعيص) ، خارجين لتوهم من البيضة ـ لمضين !وحتى عندما تمضى الأيام والسنين ينهرونهم بغلظه ، إذا عصوا أمراً ، أو اختلفوا معهم فى رأى ، صائحين فى وجوههم البريئة (والله عال ! ... هل تعتقدون أنكم كبرتم ؟!) (ستظلون فى نظرنا أطفالاً) ! ، ويتناسون حقيقة أن الطفولة مجرد مرحلة من مراحل العمر ، لاعلاقة لها البته بالأراجوز ، أو مهرج السيرك فالطفولة والبراءة والفطرة والعفوية ، لم تخلق ليشوهها هؤلاء (الكبار) خلال اجتماعاتهم العائلية تلك ، والتى يحولونها إلى تكوينات غير متجانسة ، هى على الترتيب طفولة مشردة ، وبراءة أحكام ، وفطرة غير سوية ، وعفوية قبيحة ودميمة ! . فمن يحاسب هؤلاء (الكبار)على أفعالهم فى حق أطفالهم وفى حق المجتمع ، ومن يحمى تلك الطفولة من عبث هؤلاء العابثين ؟ .إن عصا القانون الغليظة يجب أن تمتد إلى هؤلاء ، حتى داخل حصونهم الحصينة (بيوتهم) ، ماداموا يمارسـون جرائمهم تلك ضد الطفولة ، محتمين بها ! وإذا كانت المعركة الحضارية تتلخص فى القضاء على ثالوث : (الجهل ـ الفقر ـ المرض) ، فإن الضلع الرابع حتى يكتمل هرم التحضر والتقدم ، هو حماية حق الطفل داخل البيت ، فى العيش الآمن الكريم ، بعيداً عن عبث العابثين ، المستغلين للبراءة أسوأ استغلال ، فى جو مشحون بالفراغ والجهل ، لحساب الهرج والمرج ، والتنكيت والضحك .ـ
يحلو لبعض الأسر عند اجتماعها ، أن تستغل أطفالها كمادة للتسـلية واللهو ! ، فمنهم من يُعَلم طفله فنون السب وقبيح الكلام ، ثم يستنطقونه بالأمر (اشتم عمو) ! ، فينطلق لسان الطفل بأقذع الألفاظ التى حفظها عن ظهر قلب ، دون إدراك لمعناها .. ومع انطلاق الشتائم تنطلق الضحكات والقهقهات ، فينظر الطفل بعفوية واستغراب إلى هؤلاء (الكبار) ، الذين يستحقون على فعلهم هذا اللوم والتوبيخ والتأنيب !ومنهم من يعتبر الطفل (قرد مسلسل) ، ويفخر أمام الأهل أو الأصدقاء ، أنه بإشارة منه يجعله ينام نوم العجوزة ، ويعجن عجين الفلاحة (فى الوقت الذى عزفت فيه الفلاحة عن العجين والخبيز وهدة الحيل ، وأصبحت تشترى الخبز جاهزاً من الفرن الآلى) ! ـ وينظرون باحتقار إلى الأطفال النبهاء ، الذين يرفضون تنفيذ تلك الأوامر الغريبة والعجيبة ويدافعون عن كرامتهم ، فيصفونهم بأوصاف أقلها أنهم (مفاعيص) ، خارجين لتوهم من البيضة ـ لمضين !وحتى عندما تمضى الأيام والسنين ينهرونهم بغلظه ، إذا عصوا أمراً ، أو اختلفوا معهم فى رأى ، صائحين فى وجوههم البريئة (والله عال ! ... هل تعتقدون أنكم كبرتم ؟!) (ستظلون فى نظرنا أطفالاً) ! ، ويتناسون حقيقة أن الطفولة مجرد مرحلة من مراحل العمر ، لاعلاقة لها البته بالأراجوز ، أو مهرج السيرك فالطفولة والبراءة والفطرة والعفوية ، لم تخلق ليشوهها هؤلاء (الكبار) خلال اجتماعاتهم العائلية تلك ، والتى يحولونها إلى تكوينات غير متجانسة ، هى على الترتيب طفولة مشردة ، وبراءة أحكام ، وفطرة غير سوية ، وعفوية قبيحة ودميمة ! . فمن يحاسب هؤلاء (الكبار)على أفعالهم فى حق أطفالهم وفى حق المجتمع ، ومن يحمى تلك الطفولة من عبث هؤلاء العابثين ؟ .إن عصا القانون الغليظة يجب أن تمتد إلى هؤلاء ، حتى داخل حصونهم الحصينة (بيوتهم) ، ماداموا يمارسـون جرائمهم تلك ضد الطفولة ، محتمين بها ! وإذا كانت المعركة الحضارية تتلخص فى القضاء على ثالوث : (الجهل ـ الفقر ـ المرض) ، فإن الضلع الرابع حتى يكتمل هرم التحضر والتقدم ، هو حماية حق الطفل داخل البيت ، فى العيش الآمن الكريم ، بعيداً عن عبث العابثين ، المستغلين للبراءة أسوأ استغلال ، فى جو مشحون بالفراغ والجهل ، لحساب الهرج والمرج ، والتنكيت والضحك .ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم مجدى شلبى
منية النصر دقهلية مصر
http://www.watan.com/index.php?name=News&file=article&sid=6406
http://www.watan.com/index.php?name=News&file=article&sid=6406