! بلطجة عائلية

بلطجة عائلية !// مجدى شلبى
عندما يكون الجو مشح
ون بالتوتر والقلق ، تتحول الكلمات إلى لكمات ، والأسرة إلى أثرة ، تفرغ الزوجة جام غضبها على الأبناء ، انتقاماً من أنانية الزوج وتسلطه ، ويرد الأب بنفس السلاح ، انتقاماً من تطاول ست الدار على سى السيد ، والضحية دائماًً هم الأطفال الصغار ! عندما يكون الجو مشحون بالتوتر والقلق ، نتحول إلى (قهرمان) ضد (الضعف بيبى) ! ، فى ماسوشية ديكتاتورية بغيضة ، نشخط وننطر ، ونزعق ونضرب ، ونعبر عن جام غضبنا بشتى الوسائل والطرق ، فى ذات الوقت الذى نمنع فيه أطفالنا من التعبير عن غضبهم ، ولو سلبياً بالبكاء ، بل نصرخ فى وجوههم كالمجانين (إخرس ياولد .. إياك أن أسمع نفسك .. اتكتم خالص) ! ـ
حقاً إنها بلطجة عائلية ، أو بالأحرى عيالية ، تحتاج لقانون رادع يحمى هؤلاء الأطفال ، الذين تنطق عيونهم بما لايستطيعون التعبير عنه بالكلمات ، من رعب وفزع ، فيرفعون أكتافهم الرقيقة لحماية وجوههم ، من بطش قساة القلوب ، الذين يحاولون قسراً انتزاع شخصياتهم وتفردهم ، بكل عنف وقهر ، ويطلقون على العملية المشبوهة من باب التمسح فى الدين .. والدين منهم براء (الطاعة العمياء مقابل الإنفاق) ! ، يتعاملون مع الأطفال كما يتعاملون مع الجزار ، وبائع لحم الرأس ، والفشة والممبار ! ـ
من يحمى هؤلاء الأطفال من قسوتنا ، التى تقتل فيهم مزية التفرد وتجعلهم تابعين لنا بلا شخصية ، وكأنهم أشباح نمطية ؟لقد استملحنا انقيادهم لنا ، وارتباطهم بنا ، ارتباطاً مَرَضياً بفتح الميم والراء ، انقياداً وارتباطاً يوقف نمو الشخصية المستقلة ، حتى أضحى الطفل عندما يكبر ويصير (شحطاًً) ، لايستطيع قضاء أمر من أمور حياته ، إلا بحضور بابا وماما ، فالكلمة كلمتهم ، والشورى شورتهم ! أما عندما يكون الجو مشحون بالحب والود والحنان ، فتشرق شمس الأمل على جيل من فلذات الأكباد ، هم بعض الحاضر وكل المستقبل ، جبل قادر على مواجهة التحديات ، بفكر جديد ، وعزم أكيد .ـ عندما يكون الجو مشحون بالحب والود والحنان ، تتوارى عبارات الصفقات المشبوهة خجلاً ، وتختفى معانى الخنوع والخضوع والذل ، وتحل محلها معانى الابتكار والإبداع ، والتفرد والأمل وحب الحياة .ـ
ـــــــــــــــــــــــــ
بقلم مجدى شلبى
منية النصر دقهلية مصر