بعض المعاهد متخصصة فى غير العلم !ـ
فى ظل السعى الحثيث على طريق التزود المعرفى يعكف كثير من الطلاب على مناهجهم الدراسية بمعاهد علمية هدفها بالأساس هو تعليمهم وإكسابهم مهارات ومنحهم شهادات مؤهلة للعمل
إلا أن التوازن غير الدقيق بين التخصصات الدراسية المتاحة وبين حاجة سوق العمل قد خلق فجوة كبيرة وهوة شاسعة على نحو (مؤهلون لايجدون عملاً مناسباً) و(وأعمالاً كثيرة لاتجد متخصصين فيها) ! مما أفرز إشكاليات متناقضة مثل (ظاهرة البطالة) مع (ظاهرة الاستقدام) بكل أبعادهما السلبية اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً
فضلاً عن التعيين العشوائى فى أحيان (الخريج المناسب فى المكان غير المناسب) بما يترتب عليه من آثار سلبية أيضاً
ومن هذا المنطلق عكفت المجتمعات فى شتى أنحاء المعمورة إلى إنشاء معاهد متخصصة تؤهل المنتسبين لها تأهيلاً علمياً مناسباً يسد العجز ويغطى المتطلبات ويوفر عملاً ملائماً يعود بالخير على المواطن والوطن
غير أن بعضاً من تلك المعاهد ـ هنا وهناك ـ لاتلتزم بالأمانة العلمية فتسعى للمتاجرة بآمال الشباب وتطلعاتهم فتعلن بوسائل عديدة تابعيتها لجامعات عريقة هى محل ثقة المواطن ... فيقدم الطلاب بكل اطمئنان المطلوب من أوراق ثبوتية ونقدية تحت مسمى مصروفات دراسية ـ عادة ماتكون تلك (المبالغ) (مُبالغا)ً فيها ـ ويضحى الأهل بالغالى والنفيس فى سبيل تحقيق مستقبل أفضل لأبنائهم
وفى حالات كثيرة ماإن يتخرج الطالب إلا ويكتشف حقيقة الخدعة الكبرى والشرك المحكم الذى وقع فيه هو وغيره ، عندما يحصل على شهادة لاتساوى قيمة الحبر الذى كُتبت به ! ... والمسألة عندئذ ليست مجرد ابتزاز أموال بوسائل نصب وغش وتدليس وخداع فقط ـ رغم خطورة هذا الأمر المُجَرَم عرفاً وشرعاً ـ بل يتعداه إلى إهدار طاقات شباب وسرقة أعمارهم وتحطيم آمالهم واستعدائهم على أوطانهم .... فضلاً عن فقدان الثقة فى تلك الجامعات التى منحت تلك المعاهد صفة الانتساب لها دونما متابعة دقيقة ورقابة صارمة
وباتباع نظام التسلسل القيادى يجب أن تلتزم وزارة التعليم العالى فى تلك الحالات بمحاسبة الجامعات التى تُقصر فى المتابعة وتَغض الطرف عن هذه الجرائم ... هذا ولايكفى أن تُرد للضحايا ـ الذين لاذنب لهم ـ أموالهم السليبة وتعويضهم عما فقدوه من وقت وجهد وسعى دأوب على طريق التحصيل والدراسة ... بل يجب تقنين أوضاعهم ورفع الغبن عنهم دون تسويف أو مماطله ، ودون اتباع لإسلوب التهرب من المسئولية على طريقة إلقاء الكرة فى ملعب الآخر
بقلم : مجدى شلبى
منية النصر الدقهلية مصر