إيجابيات البيداغوجيا وسلبياتها
ماتكاد تُطرح على بساط البحث قضية تطوير العملية التعليمية حتى تُثار نظرية البيداغوجيا التى تتسق مع تطلعات الطلاب وسعيهم الحثيث نحو حرية البحث والاطلاع
فالبيداغوجيا : لاتقترح منهجاً معيناً يدرسه الطلاب ، بل تترك للطالب حرية الاختيار بمرونة وحرية ... وتعطى للطالب الحق في المحاولة والخطأ ، وهو مدعو للإعتراض على المعلومة ، بإظهار استدلالاته التى يراها ، فيتعلم كيف يعبر عن ذاته ويدافع عن رؤاه واختياراته
والبيداغوجيا : لاتقيم خطأ الطالب على أنه فشل بل تعتبر أن الخطأ طريق الصواب ... وترفض التقييم بالامتحانات العامة ، ولكنها تعتمد على التقييم الفردى.
كما أن البيداغوجيا : لاتعترف بالوقت المحدد للدراسة ، ولا بالكتاب المدرسى الذى يحتوى على معلومات نظرية يمكن استيعابها فى فترة محددة من الزمن.
فالبيداغوجيا : تتم عبر العديد من المحاولات والاكتشافات والتحليلات المعرفية ، والوجدانية ، والحركية ، والتخيلية ، والإبداعية. ... وتنبنى على الثقافة التجريبية والخروج من الأنماط النظرية المغلقة إلى رحابة الانخراط فى الممارسة ذاتها ، اتساقاً مع سلوكيات فطرية (كما يتعلم الطفل المشى من محاولة المشى) بمعنى (تعلم ما لا نعلم عن طريق فعله)
إن البيداغوجيا : تدعو إلى التحريك بمعني عزل المعارف عن سياق الاكتساب ، لإعادة استثمارها في سياقات جديدة فرضها الواقع ، أو استلزمتها الحاجة ، إذ أنه لا يمكننا التحرر من معارفنا إلا بنسيانها ، ولا يمكن أن نبدع إلا إذا تحررنا من سلطة المعارف التي تثقل كاهلنا وتعيق حركتنا واجتهادنا
وقبل أن تأخذنا الحماسة للدفاع عن البيداغوجيا ، دون التفات لأخطائها بل وأخطارها أيضاً.... وقبل أن يتسرع البعض فيربط بينها وبين الإسلام العظيم ربطاً تعسفياً يخدم دعاة عولمة التربية والتعليم ، يجب أن ننتبه للبون الشاسع بين النظرية والتطبيق
فرغم ما وضح من آراء وأفكار مفيدة وجديدة فى البيداغوجيا تشجع على الابداع والتميز والتفرد والابتكار، وتقوى الشخصية وتعلم النشىء مسئولية اتخاذ القرار... .إلا أن آثارها السلبية علاقتها قوية بفقدان الهوية الوطنية والاندماج فى مجتمع المعلوماتية ، والتمرد على القيم والأخلاق والعقائد وكل ثابت مؤكد معرض للنقد والتشكيك طبقاً لمنهج البيداغوجيا الحر الطليق !ـ
وليس أدل على صدق ما أقول مماحدث بالفعل فى أمريكا وفى فرنسا حيث انتهج الطلاب نهجاً عنيفاً اضطرت المدارس بسببه إلى الاستعانة برجال الأمن للتدخل السريع !ـ
فضلاً عن حاجة البيداغوجيا عند التطبيق إلى تخصيص مدرس لكل طالب وهذا بالتأكيد فوق طاقة ميزانيات الدول التى تعانى من تناقضات عجيبة تتمثل فى تكدس الفصول وعجز المعلمين وكثرة الخريجين العاطلين عن العمل !ـ
كما أن هناك إشكالية أخرى تواجه البيداغوجيا ، وهى عدم اعترافها بالامتحانات التقليدية كوسيلة للتقييم ، دون أن تقدم لنا الحل والبديل!ـ
إن البيداغوجيا منهاج حلو وجميل ، لكن كما يقول المثل (لاتوجد حلاوة بدون نار !) ، فإيجابيات البيداغوجيا وسلبياتها يوجدان فى سلة واحدة !ـ
بقلم : مجدى شلبى
منية النصر الدقهلية مصر