الفارس الأحمق!
بقلم/ مجدي شلبي
يذكرنا هذا العنوان بشخصية في
رواية (دون كيشوت) للكاتب الإسباني (سارفانتس)، وهو (ألونسو كيخانو) بطل الرواية،
الذي كان يصدق كل كلمة قرأها في كتب الفروسية حتى فقد عقله؛ فقرر أن يتقمص دور
الفارس رافعا سيفا من خشب، ليحارب به طواحين الهواء، التي توهم أنها شياطين ذات
أذرع هائلة، وأنها مصدر الشر في الدنيا!.
وينطلق الفارس الهمام مقنعا
جاره الغلبان (سانشو بانثا) بمرافقته في بطولاته الوهمية، ليحمل الدرع، ويساعده في
صولاته!.
فإذا أسقطنا الحالة الروائية
على واقع الحياة الأدبية؛ نجد أن (كيخانو) الجديد، يحاول أن يستعيد ظهوره على
الساحة، بعد أن تسلح بسيف التحريض والوقاحة، و يلعب (سانشو) الجديد دور حامل
السنجة و المطواه، لمعلمه وحامي حماه، (أبو شنب بريمة) فتوة الساحة الأدبية
المسالمة المستكينة!...
ونرى من خلال صندوق العجب؛
أحمقا آخر يعلن وصايته على الأدب والأدباء، مانحا صكوك الزمالة والانتماء لمن
يشاء، ومانعها عمن يشاء!.
ولما كان الواقع غير الخيال؛
يضحى من المحال، أن تنطلي أساليب العيال، على الكبار بحال من الأحوال.
فيا أيها المتعملق، لا تظلم
نفسك، بأداء دور فشل فيه غيرك، وعد إلى صوابك ورشدك، قبل أن يقودك غلك وحقدك، وتهورك
وطيشك إلى عقاب ربك.