النص الكامل لمقالي المنشور في العدد 32 من مجلة (النيل والفرات) بتاريخ 15
ديسمبر 2022
نقطة ومن أول
السطر:
المقال المقامي (2)
بقلم/ مجدي
شلبي
تناولت في
مقالي السابق نموذجا تطبيقيا للمقال المقامي، وها أنذا أعرض هنا الآن مقالا آخر:
(2) مراهقة
ذكورية في الساحة الأدبية!
إنها مراهقة
متأخرة، سافرة ماخرة، انتابت بعض شيوخ الأدب؛ فمن عجب أن بات، اهتمامهم بالإناث
المستأدبات، مبالغاً فيه إلى حد (قلة الأدب)؛ إذ يُقبِل بعضهم المستأدبة الشابة،
وهي مستسلمة ومرتاحة، عياناً بياناً بكل وقاحة؛ بزعم أنها مثل ابنته (تفاحة)،
ويصرح بغير حياء: أنه ضعيف أمام النساء!.
وهو ضعف مرضي،
يدخل من باب الافتتان بكتاباتهن (المقلوظة)؛ طمعا في أن يبادلنه إعجاباً بإعجاب؛
وصولا إلى المراد اليقيني: (زي ما احبك حبيني)!.
وسعياً وراء
تحقيق هذا الهدف الملعوب؛ نجدهم في قراءة العمل الأدبي المكتوب؛ يكتفون بتمعن النص
الأنثوي اللهلوب؛ فهو من وجهة نظرهم (النص) الأهم، حيث يتسم في الأغلب الأعم،
بالاتساق (الفسيولوجي) والجمال، والروعة والرقة والعذوبة والحنان؛ وهو ما يدفعه
دفعاً لالتهام الكتاب كله من (رأسه حتى أخمص كعبيه)، مروراً بالعناوين البارزة؛
ذات الدلالات المعبرة الناجزة، والداعية إلى التأمل بانبهار، لتلك الأفكار
اللولبية، التي تخترق القلوب العجائزية بسهم كيوبيد؛ فتدعوه لقراءة (النص) الرائع
من جديد!.
تلك هي الحالة
المحتالة، التي تُسيل لعاب الواحد منهم بما يشبه (الريالة)؛ فتمنحهم المستأدبة
نظرات إعجاب تبادلية، بعد كسر (خياشيمهم) الذكورية، على صخرة أنوثتها الكاوتشوكية،
وتحييهم على تشجيعهم لها، تشجيعاً لم تنله من أبو عيالها!.
وهي صورة
متكررة، أضحت تشكل ظاهرة، مقاومتها ليست بالأمر السهل؛ فالكهل المذكور، يريد
العبور من خلالهن عبوراً مادياً ومعنوياً، لحياة يجدد بها شبابه الموهوم؛ بعد أن
ركنته أم عياله على الكوم!.
وحتى لا أطيل
عليكم أيها القراء الأعزاء؛ أسأل هؤلاء بمقتضب الطلب، وصدق الرجاء:
ـ أين حمرة
الخجل والحياء، أيها الــ ... (أدباء)؟!.