نقطة ومن أول السطر (35): فلسطين في عيون الشعر العربي ــ بقلم مجدي شلبي

 نقطة ومن أول السطر (35):

فلسطين في عيون الشعر العربي

بقلم/ مجدي شلبي (*)

يقول الشاعر/ أحمد محرم:

فلسطينُ صبراً إنّ للفوز مَوْعِدا *** فَإِلَّا تفوزي اليومَ فانتظري غدا

ضمَانٌ على الأقدارِ نصرُ مُجاهدٍ *** يرى الموتَ أن يحيا ذليلاً مُعَبَّدا

لكِ اللهُ من مظلومةٍ تشتكِي الأَذَى *** وتأبَى عوادِي الدّهرِ أن تبلغَ المَدَى

جَرَى الدّم يسقِي في ديارِكِ واغِلاً *** من البَغْي لا يَرْضَى سوى الدّمِ مَوْرِدا

تَنُوءُ بأعباءٍ ثِقالٍ من الأَذَى *** ويُوشِكُ فيها الخَسفُ أن يتجدَّدا

يُديرون في تهويدِها كُلَّ حيلةٍ *** ويأبى لها إيمانُها أن تُهوَّدا.

ويقول الشاعر/ معين بسيسو:

البحر يحكي للنجوم حكاية الوطن السجين

والّليل كالشحّاذ يطرق بالدموع وبالأنين

أبواب غزة وهي مغلقة على الشعب الحزين

فيحرّك الأحياء ناموا فوق أنقاض السنين

وكأنّهم قبر تدقّ عليه أيدي النابشين

وتكاد أنوار الصباح تطلّ من فرط العذاب

وتطارد الّليل الذي ما زال موفور الشباب.

ويقول الشاعر/ إيليا أبو ماضي:

دِارُ السَلامِ وَأَرضُ الهَنا *** يَشُقُّ عَلى الُلِّ أَن تَحزَنا

فَخَطبُ فِلِسطينَ خَطبُ العُلى *** وَما كانَ رِزءُ العُلى هَيِّنا

سَهِرنا لَهُ فَكَأَنَّ السُيوفَ *** تَحُزُّ بِأَكبادِنا هَهُنا

وَكَيفَ يَزورُ الكَرى أَعيُناً *** تَرى حَولَها لِلرَدى أَعيُنا

وَكَيفَ تَطيبُ الحَياةُ لِقومٍ *** تُسَدُّ عَلَيهِم دُروبُ المُنى

وَجادوا بِكُلِّ الَّذي عِندَهُم *** وَنَحنُ سَنَبذُلُ ما عِندَنا

فَفي العَرَبِيِّ صِفاتُ الأَنامِ *** سِوى أَن يَخافَ وَأَن يَجبُنا.

وتقول الشاعرة/ سهام آل براهمي:

أَطْيَاَفُ الأمْسِ تُرَاوِدُنَا *** وَتَحَدِّي اليَوْمَ (يُوَحِّدُنَا)

لِتُنِيرَ شَوَاهِدَ مَسْجِدِنَا *** قَدُسَ الأَحْرَارِ، كَذَا مُدُنَا

قَبَسُ التَّنْزِيلِ يُؤَمِّنُنَا *** وَصَدَى الإسْرَاءِ سَيُرْشِدُنَا

لَفْظُ التَّكْبِيرِ بِجُعْبَتِنَا *** مَا دَامَ بِنَبْضِكِ مَوْعِـدُنَا

بَيْتُ الأقْصَى سَتَظَلُّ بِنَا *** وَبِظِلِّ قِبَابِكَ مَرْصَدُنَا

بِعُقُولِ رِجَالِكَ نَحْـنُ لَهَا *** والله بِحَوْلِهِ يُمْدِدُنَا.

ويقول الشاعر/ زياد السعودي:

صَبْرًا فِلَسْطين إنَّ الله سَوَّاكِ *** أرْضًا طَهورًا بِأقْصى القُدْسِ بَيَّاكِ

صَبْرًا عَلى قَهْرِ أعْداءٍ لَهُم بَرَكَتْ *** خُيولُ قَوْمٍ نأوا عَن طِيبِ زُلْفاكِ

رَبيعُ رُعبٍ تفَشّى في مَرابِعِنا *** في هامِشٍ لا يُرى مُذْ جاءَ أخْفاكِ

لا تَنْظُريْ نَحْوَ مَنْ وَلّوا لَكِ الدُّبُرا *** بَلِ انْظُري، مَنْ بماءِ الرّوح روّاكِ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر