مقاربة النسب بين
العلم والأدب
بقلم/ مجدي شلبي (*)
لقد انتقل مفهوم (الأدب) من معناه المادي:
(مأدبة) دعوة للطعام، إلى (مأدبة) روحية "القرآن مأدبة الله في الأرض"،
وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أدبني ربي فأحسن تأديبي)، وقال عليه
الصلاة والسلام: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)؛ فـ (الأدب) و(الدين)
وجهان لعملة واحدة؛ مفادها: الدعوة إلى الأخلاق، يقول الشاعر عمرو بن معدي كرب:
واتْرُكْ
خَلائِقَ قَوْمٍ لا خَلاَقَ لَهُمْ *** واعْمَدْ لأخْلاقِ أهلِ الفَضْلِ والأدَبِ.
تلك الأخلاق
التي تسمو بالإنسان، فتحلق به في الآفاق بجناحي (الدين والأدب)؛ يقول الشاعر أمين
تقي الدين:
كست جناحين من
دين ومن أدب *** والسر في الطير للسبق الجناحان.
ويقول علي بن أبي طالب:
من لم يؤدبه دين المصطفى أدباً *** مَحْضا
تَحَيَّرَ في الأَحْوالِ واضطَرَبا.
ويقول الشاعر أحمد محرم:
تعلموا وخذوا الأنباء صادقة *** عن كل ذي
أدب بالصدق يتسم.
فهل يغني الأدب عن العلم، أو العلم عن الأدب؟:
ـ يقول الشاعر عبد الغني النابلسي:
كن على الصدق مقيما والأدب *** والزم العلم بفهم وطلب.
ويضيف الشاعر جبران خليل جبران:
وانثر على الوادي من علم ومن أدب *** فإن ذا الشعب يهوى العلم والأدبا.
ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
أدبٌ رائعٌ وعلمٌ غزيرٌ *** أينَ منه الأزهار في الأكمام.
ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
فإن ترسل في علم وفي أدب *** فالفكر مبتكر واللفظ منسجم.
ويقول الشاعر أحمد شوقي:
فيه الروائع من علمٍ، ومن أَدبٍ *** ومن وقائعِ أيامٍ وأحوال.
فلا الأدب وحده يجدي، ولا العلم وحده ينفع؛ يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ *** ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ
بِخَلاقِ.
هذا التكامل الضروري بين (العلم) و(الأدب) يوضحه بجلاء علي بن أبي طالب في
بيتين من الشعر:
ـ لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا *** إن الجمال جمال العلم والأدب.
ـ ليس اليتيم الذي قد مات والده *** إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلْمِ
والأَدَب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر