ختام الملتقى الافتراضي الأول لفحول الشعراء العرب
مفهوم الشعر عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية)
الختامية؛ الفقيه والشاعر اليمني عبد الله بن علوي بن محمد الحداد (ابن علوي
الحداد)، الذي ينشد:
سلام سلام كمسك الختام *** عليكم أحبابنا يا كرام
ومن ذكرهم أنسنا في الظلام *** ونور لنا بين هذا الأنام
سكنتم فؤادي ورب العباد *** وأنتم مناتي وأقصى المراد
ـ فيحييه الشاعر جميل صدقي الزهاوي، مؤكدا حقيقة أن:
الشعر ديوان العرب *** والشعر
عنوان الأدب
ويحفظ الاخلاق أن *** تمسها يد
العطب
يصور الإحساس منهم في *** الرضى وفي
الغضب
والزهر في أشواكه *** كالعين
حولها الهدب
وهو الذي أذكى الشعو *** ر بالظهور
والغلب
وهو إلى الوحي يمت *** من قديم
بالنسب
وهو سرور للذي *** فيه السرور
قد نضب
ان يكن النثر من الفضة *** فالشعر ذهب
ولا يزال الشعر يأ *** تي كل يوم
بالعجب
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
اطلبوا الرّيحان عندي وخذوا *** من بياني روضةً أو روضتيْنْ
لا تُريدوا بعد شوقي غيرَه *** إنّ خيرَ الشّعرِ شعرُ الأحمديْنْ
ـ فيقول الشاعر عبدالله الشبراوي:
سألَت الشِعر هل لَك مِن صَديق *** وَقَد سَكن الدَلنجاوي لحده
فَقُلت لِمَن أَراد الشِعر أقصر *** فَقَد أَرّخت مات الشِعر بَعدَه
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
مَنْ مِثْلُهُمْ جَاهاً وَكَاتِبُهُمْ إِذَا *** مَا نَافَسُوا الدُّنْيَا
كَهَذَا الكَاتِبِ
إني صدقتهم المديح بما بهم *** وأقول شر الشعر شعر الكاذب
هَذِي إِلَيْكَ تَحِيَّةٌ مِنْ شَاعِرٍ *** لِعُلاَكَ بِالأَدَبِ الأَتَمِّ
مُخَاطِبِ
ـ فيقول الشاعر إيليا ابو ماضي:
يا أَيُّها الشِعرُ أَسعِفني فَأَرثيهِ *** وَيا دُموعَ أَعينيني فَأَبكيهِ
فَأَينَ شِعرُكَ يَسري مَع نَسائِمِهِ *** وَأَينَ سِحرُكَ يَجري في
سَواقيهِ
هَجَرتَهُ فَاِمَّحَت مِنهُ بَشاشَتُهُ *** ماتَ الهَوى فيهِ لمّا ماتَ
شاديهِ
ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:
فوق شعري بلاغة و بيانا *** منك هذي المدامع الحمراء
ترجمت عن أساك فهي قصيد *** لم يفته البيان و الانتقاء
إنّما الحزن مرسل الشعر شعرا *** و الحزانى هم هم الشعراء
ـ فيقول الشاعر خليل مطران:
مَاذَا يُريدُ الشِّعْرُ مِنِّي *** أَخْنَى عَلَيْهِ عُلُوُّ سِنِّي
هَلْ كَانَ مَا ذَهَبَتْ بِهِ الـ *** أَيَّامُ مِنْ أَدَبِي وَفَنِّي
أَحْسَنْت ظَنِّي واللَّيَا *** لِي لَمْ تُوَافِقْ حُسْنَ ظَنِّي
وَرَجَعْتُ مِنْ سُوقٍ عرَضْـ *** ـتُ بِضَاعَتِي فِيهَا بِغَبْنِ
أَفَكَانَ ذَلِكَ ذَنْبَهَا *** أَمْ كَانَ ذَنْبِي لا تَسَلْنِي
ـ فيقول الشاعر عرقلة الكلبي:
يقولون لمْ أرخصتَ شعرك في الورى *** فقلت لهم: إِذ مات أَهل المكارِمِ
أُجازى على الشِعرِ الشَّعيرَ وإِنّهُ *** كثيرٌ إذا استخلصتهُ من بهائمِ
ـ فيقول الشاعر الميكالي:
يا مَن يَقُولُ الشِعرَ غَيرَ مُهَذّبٍ *** وَيَسومُني التَعذيبَ في
تَهذيبِهِ
لَو أَنَ كُلَّ الناسِ فيكَ مُساعِدي *** لَعجَزتُ عَن تَهذيبِ ما تَهذي
بِهِ
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
لم لا يُغاث الشعر وهو يصيحُ *** ويُرى منار الحق وهو يلوحُ
يا عصبة مخلوقة من ظلمة *** ضمُّوا
جوانبكم فإني يُوح
يا ناحتي الأشعار من آباطلهم *** فالشعر يُنشدُ والصُنانُ يفوح
أنا من علمتم بصبصوا أو فانبحوا *** فالكلب في إثر الهزبر نَبوح
لكمُ الأمان من الهجاء فإنه *** فيمن به يُهجَى الهجاء مديح
ويدٌ لكم تِركان ثوبي إنه *** من بعد سرق
قصائدي مربوح
ـ فيقول الشاعر الأحوص الأنصاري:
ما الشِعرُ إِلا خُطبَةٌ مِن مُؤَلِّفٍ *** بِمَنطِقِ حَقٍّ أَو بِمَنطِقِ
باطِلِ
فَلا تَقبَلَن إِلا الَّذي وافَقَ الرِضا *** وَلا تَرجِعَنّا كَالنِساءِ
الأَرامِلِ
ـ فيضيف الشاعر حسان بن ثابت:
وَإِنَّما الشِعرُ لُبُّ المَرءِ يَعرِضُهُ *** عَلى المَجالِسِ إِن كَيساً
وَإِن حُمُقا
وَإِنَّ أَشعَرَ بَيتٍ أَنتَ قائِلُهُ *** بَيتٌ يُقالَ إِذا أَنشَدتَهُ
صَدَقا
ـ فيقول الإمام الشافعي:
لَولا الشِعرُ بِالعُلَماءِ يُزري *** لَكُنتُ اليَومَ أَشعَرَ مِن لَبيدِ
وَأَشجَعَ في الوَغي مِن كُلِّ لَيثٍ *** وَآلِ مُهَلَّبٍ وَبَني يَزيدِ
وَلَولا خَشيَّةُ الرَحمَنِ رَبّي *** حَسِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ عَبيدي
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
إِنَّ هَذا الشِعرَ في الشِعرِ مَلَك *** سارَ فَهوَ الشَمسُ وَالدُنيا
فَلَك
عَدَلَ الرَحمَنُ فيهِ بَينَنا *** فَقَضى بِاللَفظِ لي وَالحَمدِ لَك
فَإِذا مَرَّ بِأُذني حاسِدٍ *** صارَ مِمَّن كانَ حَيّا فَهَلَك
ـ فيضيف الشاعر الحطيئة:
فَالشِعرُ
صَعبٌ وَطَويلٌ سُلَّمُه ***
إِذا اِرتَقى فيهِ الَّذي لا يَعلَمُه
زَلَّت بِهِ
إِلى الحَضيضِ قَدَمُه ***
وَالشِعرُ لا يَسطَيعُهُ مَن يَظلِمُه
يُريدُ أَن
يُعرِبَهُ فَيُعجِمُه ***
وَلَم يَزَل مِن هَيثُ يَأتي يَحرُسُه
مَن يَسِمِ
الأَعداءَ يَبقَ ميسَمُه
ـ فيقول الشاعر محمود سامى البارودى:
مَضَى حَسَنٌ فِي حَلْبَةِ الشِّعْرِ سَابِقاً *** وَأَدْرَكَ لَمْ
يُسْبَقْ وَلَمْ يَأْلُ مُسْلِمُ
وَبَارَاهُمَا الطَّائِيُّ
فَاعْتَرَفَتْ لَهُ *** شُهُودُ الْمَعَانِي بِالَّتِي هِيَ أَحْكَمُ
وَأَبْدَعَ فِي الْقَوْلِ الْوَلِيدُ فَشِعْرُهُ *** عَلَى مَا تَرَاهُ
الْعَيْنُ وَشْيٌ مُنَمْنَمُ
وَأَدْرَكَ فِي الأَمْثَالِ أَحْمَدُ غَايةً *** تَبُزُّ الْخُطَى مَا
بَعْدَهَا مُتَقَدَّمُ
وَسِرْتُ عَلَى آثَارِهِمْ وَلَرُبَّمَا *** سَبَقْتُ إِلَى أَشْيَاءَ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ
ـ فيضيف الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:
أرى الشعر إلا
فيك تزهو سطوره ***
وينساب من فرط السرور نميره
فأنت له يا قرة
العين واحة *** يحف بها روض
تهادى غديره
فإن حلقت
ألفاظه وتألقت *** معانيه فالحب
الجميل أميره
يوجهه للبيّنات
فيرتوي *** من المنهل
العذب المصفى شعوره
أبى الشعر إلا
فيك يا غاية المنى ***
تضيء بنور الرائعات سطوره
ـ فيكمل الشاعر خلفان بن مصبح:
يا طائر الشعر
القرير *** يا وحي إلهام الصدور
أسعف لساني
برهة *** بالشعر قد قلّ النصير
فلعله يُطفي به
*** ما قد تأجج من سعير
ـ فيقول الشاعر صالح الشرنوبي:
يا ربة الشعر
والأحلام ما صنعت ***
بك الليالي التي ضاعت كألحاني
هذا شبابي الذي
شابت مباهجه *** يهفو إليك
ويشكو نار أحزاني
والدمع في
مقلتي أسوان تمسكه ***
بقية من إباء جرحه قاني
يا ربة الشعر
هذا الشعر أنهله ***
من منبع في سماء الحب روحاني
هو الذي في
ربيع الحب أسعدني ***
وهو الذي في خريف الحب أشقاني
وأنت أنت التي
بالشعر أضحكني *** وأنت أنت التي
بالشعر أبكاني
ـ فيكمل الشاعر ابن نباته المصري:
بكى الشعر أيام المنى والمنائح *** ففي كل بيت للثنا صوت نائح
وغاضت بحور المكرمات وطوحت *** بأهل الرجا والقصد أيدي الطوائح
أبعد بني شادٍ وقد سكنوا الثرى *** قريض لشادٍ أو سرور لفارح
لئن أوحشوا منهم بيوت مقامهم *** لقد أوحشت منهم بيوت المدائح
ـ فيقول الشاعر محمود سامي البارودي:
الشِّعْرُ
زَيْنُ الْمَرْءِ مَا لَمْ يَكُنْ *** وَسِيلَةً لِلْمَدْحِ وَالذَّامِ
قَدْ طَالَمَا
عَزَّ بِهِ مَعْشَرٌ ***
وَرُبَّمَا أَزْرَى بِأَقْوَامِ
فَاجْعَلْهُ
فِيمَا شِئْتَ مِنْ حِكْمَةٍ ***
أَوْ عِظَةٍ أَوْ حَسَبٍ نَامِي
وَاهْتِفْ بِهِ
مِنْ قَبْلِ إِطْلاقِهِ ***
فَالسَّهْمُ مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّامِي
ـ فيكمل الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
ما الشعر الا نغم *** يجيد فيه
الملهم
يشدو به المحزون والـ *** ـمفتون والمتيم
والشعر موسيقى يهز *** النفس منها النغم
فتارة يبسطها *** وتارة يلملم
وتارة يبني المنى *** وتارة يهدم
وهو لقوم عضهم *** صرف الزمان
مأتم
وهو لرهط اعرسوا *** قيثارة ترنم
وهو لمن قد عوجت *** اخلاقه مقوم
وهو سماء قد علت *** تضيئ فيها
الانجم
وهو بالوان الخيا *** ل في الحياة
مفعم
ان ذكر الآداب *** فهو وحده
المقدم
ـ فيضيف الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:
ثغور القوافي حينما تتبسم *** يرف لها قلب ويشدو بها فم
صداه ألا ما أجمل الشعر والهوى *** رفيقان للعشاق جرح وبلسم
فليس كمثل الحب للشعر رافدٌ *** إذا جف نبع الشعر واصفر برعم
وما الشعر إلا كالنساء خليقة *** يرق ويستعصي ويقسو ويرحم
إذا جاد فالعذب الزلال نواله *** وإن شح فاللفظ الحلال محرم
فتنت به ذاتاً وكنها وصورة *** وهمت كما بالحب هام المتيم
وتسكرني راح القوافي فأنتشي *** بها ثملاً والعقل بالوعي مفعم
ـ فيقول الشاعر إيليا ابو ماضي:
يا شاعِرَ الحُسنِ هَذا الرَوضُ قَد طَلَعَت *** فيهِ الرَياحينُ
وَاِفتَرَّت أَقاحيهِ
وَشاعَ أَيّارُ عِطراً في جَوانِبِهِ *** وَنَضرَةً وَاِخضِراًّ في
رَوابيهِ
ـ فيضيف الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
الشاعر الفحل له *** من نفسه
معلم
لو حكم النقد بعد *** ل فهو نعم
الحكم
لكنه يجور في *** احكامه
ويظلم
ورب شعر حسن *** له بقبح
وصموا
قد جحدوا جماله *** كأنهم عنه
عموا
الشعر لا يرهب نقداً *** سيفه منثلم
لا خير في نقد امرئ *** حديثه مرّجم
قالوا لقد مات القريض *** بعد من
تقدموا
قد كذبوا فالشعر حيّ *** بالنشاط
مفعم
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
مِنْ هَيْبَةٍ يُغضي القريضُ ويُطرِقُ *** وَيميلُ فيكَ إلى السُّكوتِ
المنطقُ
ائذنْ يَفِضْ هذا البيانُ فإنّه *** ممّا يُفيضُ بَيانُكَ المُتَدَفِّقُ
ـ فيضيف الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
يا ناقدي القريض بالباطل *** ما هذا
الصخب
ثوبوا إلى أنفسكم *** فقد أسأتم
للأدب
لا يحسن النقد جهو *** ل باساليب
العرب
لا يعرف الشعر سوى *** من راضه حتى تعب
يا حبذا النقد النزيه *** من أساليب
الكذب
نعوذ باللَه معاً *** من غاسق اذا
وقب
ما الحقد في النقد السفيه *** غير نار في
حطب
ـ فيقول الشاعر ناصيف اليازجي:
هَيَّجْتُما شَجَنَ القريضِ فطابَ لي *** وأطَلْتُما أمَدَ الثَّناءِ فأفحَما
في الناسِ من يَقِفُ القريضُ ببابِهِ *** خَجِلاً ومن يَلقَى القريضَ مُسلِّما
والشِّعرُ كم بيتٍ يُساوي بَدْرةً *** منهُ وبيتٍ لا يُساوي دِرهَما
ـ فيضيف الشاعر حافظ إبراهيم:
أَيُحصي مَعانيكَ القَريضُ المُهَذَّبُ *** عَلى أَنَّ صَدرَ الشِعرِ
لِلمَدحِ أَرحَبُ
فَإِن كانَتِ الحُسنى فَإِنّي سَماؤُها *** وَإِن كانَتِ الأُخرى فَشُدّوا
وَجَرِّبوا
ـ فيقول الشاعر حمد المراكشي (شاعر الحمراء):
تأخَّرتُ عن صَوغ القرِيض له قَصدا *** لِكَى يمدحُوا جمَعا وأمدَحُه فردَا
فحُبِّي له وحدِي يُعادِلُ حبَّهُم *** جميعا وشِعرِي فاقَ شعرَهُمُ عدَّا
بلَى كلُّ فردٍ لا يَرَى غيرَ ما أرَى *** فليسَ يَرى في حبِّ مالِكه نِدَّا
فَما نظَمُوا فيهِ القَوافِي لآلئاً *** بَلَى نظَموا حبَّات قلبِهمُ عِقدَا
ـ فيضيف الشاعر أسامه محمد زامل:
أنا يا أمّ عمرٍو لستُ ممّنْ *** يبيعونَ قريضاً في المتاجرْ
أيُعرضُ في المتاجرِ بيتُ شِعرٍ *** قد اختصَّتْ به لغةُ الضمائرْ؟
ما شِعريْ سوى أجزاءِ روحٍ *** إذا جُمِعتْ تخايلَ رسْمُ شاعِرْ
بدمعٍ دون أجفانٍ ونبْضٍ *** بلا قلبٍ
وخطوٍ دون سائرْ
ونارٍ دونَ أحطابٍ وجُرحٍ *** بلا نزفٍ
وشكْوٌ للسواهرْ
وطفلٍ يتّقيْ بردَ الشتاءِ *** بثوبٍ خيطَ من دفءِ المشاعرْ
ـ فيختتم الشاعر ابن النقيب الملتقى الافتراضي الأول؛ منشدا:
أيا مُهْدياً دُرّ القريضِ المنظّما *** ويا نَاشِراً بُرْداً من الوشي
مُعْلَما
بعثتَ لنا كأسا من الودِّ مُنْعَماً *** ودبَّجتَ روضاً للغناء مُنَمْنَما
جزا اللّهُ عنّا (الملتقى) خيراً بزوْرةٍ *** ترشّفها منك الفؤادُ على ظما
وحيّاه من عيدٍ تسببَ باللقا *** وقد يجمعُ اللّهَ الشتيتين بعد ما
فحيَّا بمرآك العيونَ فإِنّه *** يكون بثاني الحال عيداً وموسما.
----------------------------------------------------------------
على وعد بلقاء قادم ـ بإذن الله ـ مع
(الملتقى الافتراضي الثاني لفحول الشعراء العرب)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر