(فَرِّق تَسُدْ)! ـ بقلم مجدي شلبي

 (فَرِّق تَسُدْ)!

بقلم/ مجدي شلبي (*)

رغم أن (فَرِّق تَسُدْ): مصطلح سياسي عسكري واقتصادي، إلا أن اللافت للنظر، والأدعى للحذر؛ أن هذا المصطلح امتد للحياة الأدبية أيضا؛ فهو في جميع الأحوال يهدف إلى إضعاف قوة الخصم، من خلال التفريق بين وحدة أفراده، بالتحريض والتحريش بينهم؛ وحينئذ يسهل التعامل معهم والسيادة عليهم، والاستيلاء على مقدراتهم.

وقد أضحت (الشللية الأدبية) ظاهرة معبرة عن توغل مقيت لهذا المبدأ الانتهازي، المؤدي لتفتيت روح الجماعة، بالوقيعة بين شلة وأخرى، والمدهش أن كل واحدة من تلك المجموعات المهترئة، يتزعمها شخص، هو الآخر يحاول التحريض والوقيعة بين أفراد شلته؛ لتتحقق له السيادة والسيطرة عليهم، واستغلال ثقتهم فيه، وإعجابهم به، واستسلامهم له؛ في تحقيق مصالحة المادية والمعنوية، بأنانية استحواذية وأريحية تامة.

وبهذا المنطق الانتهازي، وبذلك التشتت المتعمد من جانب (الأدباء) أنفسهم؛ فقدوا المكانة التي تليق بهم، وأضحوا بتفرقهم وتباغضهم وتناحرهم؛ مسارا للسخرية، ووسيلة للتندر والاستهزاء، وفقد (الأدب) ـ بمعنييه ـ قيمته.

ولا وسيلة لاستعادة المكانة، واسترجاع القيمة؛ إلا بتخلي المُحَرِّضين عن سياستهم التفريقية، وتشبث المُحَرَّضين بالحكمة والعقلانية؛ فلا ينبغي أن يتحول الأديب إلى مجرد بوق ينطق بلسان من حرضوه، ويردد عنهم ما قالوه له!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر