نقطة ومن أول السطر (33):
أبيات شعرية في
الحث على الانتهازية!
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــ إن (الانتهازية) بالمفهوم السلبي
تعني: استغلال جميع الوسائل لتحقيق مصالح ذاتية على حساب المصلحة العامة، وأن
(الانتهازي) هو: الشخص الذي يستغل أي ظرف أو فائدة ممكنة بطريقة غير أخلاقية،
و(النَّهُوزُ) هو: المُندَفع في السير بتهور ودون حساب لغيره؛ يقول الشاعر/ صلاح
الدين الصفدي:
صديقي إن رأى خيرا تجده *** يسابقني
انتهابا وانتهازا
وإن نابت صروف الدهر ولي *** وفارقني
اعتزالا واعتزازا.
ولما كانت شهوة الاستحواذ هي المسيطرة
على الشخص الانتهازي؛ فقد نصحه الشاعر/ ابن الرومي:
انتهزْ ما تشتهيه *** إنما العيشُ
مَناهزْ
واعتمد من كل شي *** ء كل ما يُحيي
الغرائز.
ويتناص هذا مع قول الشاعر/ الامير منجك
باشا:
قُم نَنتهزها فرصاً *** فَإِنَّما
العَيش فُرَص
وَدَهرَنا جَميعُهُ *** إِن لَم
نُغالطهُ غَصص.
ــ
غير أن تلك الصفة الممقوتة؛ لها جوانب إيجابية، يشير لها وينصح بها المثل
الشائع: (إذا أُتيحت الفرصة فناهِزْها) أي: اغتنمها؛ يقول الشاعر/ معروف الرصافي:
فما ترك الجهود بلا نجاح *** ولا فرصاً
تمرّ بلا انتهاز
ولولا سعيك المشكور كنّا *** كذي سفر
يسير بلا جواز.
ويقول الشاعر/ محمود سامي البارودي:
بَادِر الْفُرْصَةَ وَاحْذَرْ
فَوْتَهَا *** فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
وَاغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّانَ
الصِّبَا *** فَهْوَ إِنْ زَادَ مَعَ الشَّيْبِ نَقَصْ.
ويقول الشاعر/ عبد الله بن المبارك:
اغتَنِم رَكعَتَينِ زُلفى إِلى اللَـ
*** ـهِ إِذا كُنتَ فارِغاً مُستَريحا
وَإِذا ما هَمَمتَ بِالقَولِ في البا
*** طِنِ فَاِجعَل مَكانَهُ تَسبيحا.
ــ أما من واتته الفرصة؛ فأفسح لها
الطريق وتركها تفوت، ولم يغتنمها بخير؛ فسيأتي عليه اليوم الذي يندب حظه على
ذهابها؛ يقول الشاعر/ ابن علوي الحداد:
تفيض عيون بالدموع السواكب *** وما ليَ
لا أبكي على خير ذاهب
على فرص كانت لو آنى انتهزتها *** فقد
نلت فيها من شريف المطالب
على أنفس الساعات لما أضعتها ***
وقضيتها في غفلة ومعاطب.
ويقول الشاعر/ ابن الهبارية:
من جاوز القصد ظلم *** من عف لم يخش
الندم
من ترك الحق عجز *** ومَن خَشي الفَوت
انتهز
من صدق الناس حمد *** مَن أَظهَر النصح
اعتمد
من كظم الغَيظ حمل *** مَن أَدمَن
السَّعي وَصَل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر