لغة الألوان ودلالاتها

لغة الألوان ودلالاتها

* مجدى شلبى

رغم أننا نشتهى(ألواناً) من الطعام ونعشق (ألواناً) من الفنون ونشجع (ألوانا) من الرياضات ونطلع على (ألوانٍ) من الأدب والفكر والإبداع... إلا أن المصابين بعمى الألوان المعرفى لايرون إلا (الأسود والأبيض) فيحرمهم هذا الداء من الاستمتاع بتنوع الثقافات وثرائها ! .... رغم أن لغة الألوان بحسب المفهوم الوارد عاليه ربما تقربنا أكثر من تلك الهموم ، وتضعنا وجهاً لوجه أمام قضية الانغلاق الفكرى و(عمى الألوان المعرفى) !

وحتى لا أفسد على القارىء الكريم تلك الاستراحة من عناء المشكلات التى تواجهه وضغوطات الحياة وهمومها أكتفى بإضافة معانى بعض الألوان مستعيناً بمعاجم لغوية متمنياً أن يكون هذا الحديث ممتعاً . وأبدأه باللون الأبيض والأسود بوصفهما (ألواناً محايدة) : فاللون الأبيض له دلالات ومعانٍ عديدة منها : (اليد البيضاء) رمز للإنعام والإحسان ، و(أبيض القلب) أى طاهره ، و(الموت الأبيض) هو المفاجىء ، و(الذهب الأبيض) أى القطن أو البلاتين ، و(الخيط الأبيض) : بداية ضوء الفجر ، و(السلاح الأبيض) هو السكين أو السيف ، و(ليلة بيضاء) أى مقمرة ومنها (الليالى البيض) أواسط الشهر الهجرى (13، 14 ، 15) ، و(وجه أبيض) مقصود به متهلل نقى السريرة ، و(الأبيضان) هما اللبن والماء .....

اللون الأسود وله معانٍ ودلالات منها : (الحجر الأسود) هو الحجر الكريم بالكعبة المشرفة ، و(الذهب الأسود) هو النفط ، و(أسود القلب) أى حقود ، و(الأسود من الناس) يعنى أكثرهم سيادة أى عظمة ومجداً وشرفاً ، و(الأسودان) : التمر .... والماء أيضاً !

وقبل الانتقال إلى اللون الأخضر (أحد الألوان الثلاثة الباردة ـ الأخضر والأزرق والبنفسجى ـ) أود أن أشيد بما ذكره الكاتب المجيد الأستاذ عابد من أن اختلاط الأخضر بالأسود ينتج عنه لون (أدهم) أى شديد الخصوبة ، وأضيف معانٍ غيرها وردت فى معاجم اللغة لـ(أدهم) منها : (أدهمه) : ساءه "يدهمنى أن أراك مهملاً لواجباتك" ، و(جواد أدهم) : أسود وبهذا المعنى يقال "تدهم الليل وسكن الناس" ، و(وصل الخبير على ظهر جواد أدهم) أى أحمد التوفيق ، و(الأدهم) : القيد "وضع الأدهم فى يديه وقاده إلى السجن" أما معنى (مدهامتان) الواردة فى القرآن الكريم بالآية 64 من سورة الرحمن فقد ورد فى تفسير ابن كثير ( مُدْهَامَّتَان ): قد اسودتا من الخضرة، من شدة الري من الماء ، وفى تفسير الطبرى (مدهامتان) خضراوان من الريّ ، ويقال : ملتفتان ، وفى تفسير البغـوى ( مُدْهَامَّتَانِ) : ناعمتان سوداوان من ريهما وشدة خضرتهما ، لأن الخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد ، يقال: إدهام الزرع إذا علاه السواد ريًا ادهيمامًا فهو مدهام .

اللون الأخضر : (أخضرت الظلمة) أى اشتد سوادها ، و(الأخاضر) الذهب واللحم والخمر ، و(أخضر الجناحين) : الليل ، و(خضراء): السماء والماء للونها الأخضر ، و(الكتيبة الخضراء) : سميت بذلك لما يعلوها من سواد الحديد ، (خضراء الدمن) يكنى به عن جميل الظاهر قبيح الباطن ، و(أراضٍ خضر) أى مكسوة بالنباتات ، وأتت النار على (الأخضر واليابس) أى أتلفت وأهلكت كل شىء ، و(عوده أخضر) طري لم يقو بعد ، و(شاب أخضر) أى ناهز سن البلوغ ، و(الضوء الأخضر) : بداية العمل أى إعطاء إشارة البدء ، و(الأمر بيننا أخضر) أى جديداً ، و(اختضر الفاكهة) أى أكلها قبل نضجها ، و(أخضر البطن) هو الحائك لسواد بطنه من خشبة النسيج ، (خضر المناكب) أى فى خصب عظيم ، (الخضر) الزرع الغض ومنه (الدنيا حلوة خضرة) ، و(ذهب دمه خضراَ) أى هدراً ، و (فلان أخضر) أى كثير الخير .... ملحوظة : بالطو الجراح لونه يكون (أخضراً) ليبعث بهذا اللون الطمأنينة والسلام للمريض
الأزرق : (العدو الأزرق) : خالص العداوة ، (الفرزقة) أى السرعة كالزرفقة ، (الزرقة : خضرة فى سواد العين) ، (الزرق) : العمى ، (انزرق الرجل) أى استلقى على ظهره (تأخر) ، (انزرق السهم): نفذ ومرق ، (ماء أزرق) : صافٍ ، (الزرقاء) : مدينة على التماس والحدود مع محافظتى الدقهلية لكنها تابعة لمحافظة دمياط وتبعد عن مدينتى منية النصر حوالى
7 كيلومترات (وردت بتاج العروس على نحو خاطىء"قرية بمصر بالدقهلية") ، (زرقاء اليمامة) : امرأة من بنى جديس يقال لها حَذام ، (نصل أزرق) : شديد الصفاء ، (الزرق) : كناية عن النصال لنا فى لونها من زرقة ، (المزراق) أى الرمح القصير ومن الأباعر ما يؤخر حمله إلى الوراء ج مزاريق ، (زرق بعينه) أحدها نحوه ورماه بها بمعنى صمت وحاول كبت غضبه واكتفى بأن زرقه ببصره أى حدجه به ، (انزرق الشىء) :
دخل الأحمر (وهو أحد الألوان الحارة أو الدافئة ـ الأحمر والبرتقالى والأصفر ـ) و(هو أحد الألوان الأساسية أيضاً ـ الأحمر والأزرق والأصفر ـ ): الأحمر : من لاسلاح معه ، (الموت الأحمر) أى القتل الذى تسفك فيه الدماء بكثرة ، (حمر الشاه) : سلخها ، و(حمر الرأس) : حلقه ، (الحُمرة) : ورم من جنس الطواعين ، (وأحْمَر) أى وُلد له ولد أحمر ، (احمر البأس) : اشتد ، (الأحمرى) : شديد الحمرة ، (اليحمور) أى الحمار الوحشى ، و(تحمير) أى ساء خلقه ، (الأحامرة) : اللحم والخمر والخلوق ، (الأحمران) الذهب والزعفران ، (الحمراء) : السنة الشديدة وشدة الظهيرة ، (أحمر شفاه): للزينة والتجمل ، (أتانى كل أسود وأحمر) كناية عن كل الناس عربهم وعجمهم . الأصفر : (أصفر المنزل من سكانه) : خلا ، (أصفر الرجل) أى افتقر ، (الأصفر الرنان) : الذهب ، (بنو الأصفر) :ملوك الروم ، (الأصفران) : الذهب والزعفران (كما فى الأحمران)
ولايفوتنى أن أذكر بعضاً من الأمثال التى وردت بها الألوان مثل : * احفظ قرشك (الأبيض) لليوم (الأسود) * (أبصر من زرقاء اليمامة) من الأمثال * (خلا لك الجو فبيضى وصفرى )
* الحماوات أشكال وألوان وكلهن مالهن أمان ولقد ثبت أن للألوان تأثير قوى على نفسية الإنسان فالألوان الحمراء تسرع من نبضات القلب، والخضراء تبعث علي الراحة، أما الحيادية فقد تبعث علي الاكتئاب ...مما دفع أطباء الأمراض النفسية والعصبية لاستحدام الألوان كوسيلة من وسائل تشخيص وعلاج بعض تلك الأمراض وكمثال : فالمصاب بالاضرابات المزاجية تستهويه الألوان الصارخة ، والشخصية الهستيرية تحب الألوان اللافتة للنظر ... (اللهم احفظنا)!

منية النصر دقهلية مصر

http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=104815