الميزانية بين (البح) و (الدح)!
لكلمة ميزانية دلالة قوية على التوازن و الاعتدال، والالتزام بالمعايير الموضوعية في الصرف الحلال، دون إسراف و لا تبذير، و دون تقتير و لا تقصير، لهذا تحرص كل الكيانات كبيرها و صغيرها، على نشر ميزانياتها كل عام، وفاء لمبدأ هام، يراعي المحافظة على المال العام، و يغلق أمام المتشككين الباب، وينأى بالمسئولين عن أوجه الارتياب...
و لما كانت كلمة (بح) تعنى: (خلصت) و ما بقي منها شيئا، وجبت الإشارة إلى أن بعض البحاحين يبحون الأمانة بحاً بكل شر، و يتفننون في تستيف أوراقهم خشية مراقبة البشر، ناسين أو متناسين رقابة رب العالمين... و إذا كانت (الدح) مراد به التحذير من الاقتراب؛ فدحهم دحاً أيها الضمير الذي غاب، و أعدهم إلى الطريق الصواب، قبل أن يلاقوا ما لا يطيقون من عذاب رب الأرباب...
و حيث أن الثورة المصرية المجيدة، قد واكبت الآن بداية ميزانية جديدة، فى كل المواقع الحكومية العديدة... وجب الالتزام بنشر ميزانياتها على الرأى العام، فالتصرف في النور، يكشف المستور، و لا يخيف إلا خفافيش الظلام...
و هى دعوة أخلاقية قبل أن تكون قانونية، فعلى كل صاحب خلق رفيع، و ضمير و وعى سميع... ألا يكتفى بالصلاة، دون مراعاة الله، فيما يتولاه من مسئولية.