شعراء بين التثوير و الانفصام!
مجدي شلبي:
لقد عجت الساحة الشعرية مؤخراً بقصائد حماسية لبعض الشعراء الذين ينددون بالفساد، و يرفعون لواء الحرب ضد الاستبداد، و يدعون إلى حرية الرأى و التعبير، و ضرورة التغيير، في (معلقات كلامية) توجه الى الآخر بعنترية، في الوقت الذي يرفضون فيه مواجهة ذواتهم بهذه الدعوات و كأنها ذوات إلهية!.
فإذا أضحى الأولى بالإصلاح هم بعض دعاة التثوير و الإصلاح؛ فقدت دعاواهم مبناها و معناها، و أصبح ما ينطقون به هو مجرد (طق حنك)، أو زبد ماء، أو طلقات نار في الهواء لاستعراض بطولات وهمية، و هو هراء ما بعده هراء!
فيا شعراء تلك القصائد (العصماء) المعنية، لقد أخذكم الحماس إلى منتهى الطريق، و نسيتم أنفسكم في ساحة التطبيق... فإذا أردتم إقناعنا بثورتكم الشعرية، و مكرونتكم الكسكسية؛ فإما أن تبدأوا بأنفسكم فتثورا على أفعالكم المشينة، و تصرفاتكم اللئيمة، و إما أن (تنقطونا بسكوتكم) و ترحمونا من صوتكم، و تسعون للعلاج من انفصام شخصياتكم، و تناقض أقوالكم مع سلوككم!.