الوسطية التى تجنينا عليها !ـ

ـ(الوسَطية) التى تجنينا عليها !
* مجدى شلبى
عندما خلط البعض بين (الوسْطية) بمعناها الشائع بسكون السين و(الوسَطية) بفتحها وجدنا من لايفرق بين اللفظين فيعتقد أن (الوسَطية) هى اللون الرمادى بين الأبيض والأسود ، وبين الحق والباطل ، وبين العدل والظلم ، وبين الشجاعة والجبن ...!
ووجدنا من يركب موجة (الوسَطية) على طريقة ركوب الأرجوحة الثابتة بلا حراك على اعتبار أن علوها غلواً وهبوطهاً تدنى !
ووجدنا من يظن أن (الوسَطية) وسيلة للاختفاء والانزواء فى منطقة الوسط بعيداً عن الرأس الذى يفكر .. وعن الأقدام التى تسير !
إلا أن المتأمل فى المعنى اللغوى (للوسَطية) طبقاً لمعاجم اللغة يجد أن : (وسط .. يوسط .. وساطة) تعنى : صار شريفاً وحسيباً ..
ويقال (وسيط فيهم) أي هو أرفعهم مقاماً وأشرفهم نسبا
ورجل وسط : حسيب في قومه
وواسطة القلادة : الجوهر الذي في وسطها وهو أجودها
وفي شرح ابن كثير في تفسير قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسَطا لتكونوا على الناس شهداء ويكون الرسول عليكم شهيدا )... يقول : إنما حولناكم إلى قبلة إبراهيم عليه السلام ، واخترناكم لنجعلكم خيار الأمم لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم ، لأن الجميع معترفون لكم بالفضل
فالوسط هنا الخيار .. كما يقال قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي خيرها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً في قومه أي أشرفهم نسباً .. ولما جعل الله هذه الأمة وسَطاً خصها بأكمل الشرائع ، وأقوم المناهج ، وأوضح المذاهب ..
وقد جاء فى معجم محيط المحيط ما يوضح أسباب هذا الخطأ فى التفسيرالذى يحدث نتيجة للوقوع فى شرك الخلط بين فتح السين وسكونها
وسَطُ الشيء أَفضلَه وأَعْدَلَه جاز أَن يقع صفة , وذلك في مثل قوله تعالى وتقدّس : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا أَي عَدْلاً , فهذا تفسير الوسَط وحقيقة معناه ... وأَما الوسْط بسكون السين , فهو ظَرْف لا اسم جاء على وزان نظيره في المعنى وهو بَيْن , تقول : جلست وسْطَ القوم أَي بيْنَهم
فيا أيتها (الوسطية) كم من الأخطاء تُرتكب باسمكِ وأنتِ بريئة منها !
** منية النصر ـ محافظة الدقهلية ـ مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشرت بموقع شبكة الإعلام العربية (محيط) رابط :
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=161389&pg=1