بين سندان العنوسة ومطرقة الزواج ! ـ
* مجدى شلبى
* مجدى شلبى
التى تلفحها نار العنوسة تغبط المتزوجات على برودة المنازل !
تلك هى الحقيقة التى تعكس حالة تمرد الإنسان على واقعه ، ومحاولة تغيير وضعه إلى مايعتقد أنه الأفضل .... فلا المتزوجة حصلت بزواجها على كل ماكانت تصبو إليه ، ولا العانس راضية بحرمانها من جنة الزوجية المزعومة ! ..... فالزواج عند البعض كحلم إبليس فى الجنة، وعند البعض الآخر كدخول ملك إلى النار !
ورغم أن لفظة (عانس) صفة تطلق على الرجال والنساء على حد سواء إلا أننا اعتدنا على إلصاقها بالمرأة وكأنها عورة .... واستثنينا الجنس الخشن من هذا الوصف ... مع أن كثير من هؤلاء فاتهم قطار الزواج (وهم أرحم على كل حال ممن دهسهم هذا القطار دهساً !) .... فالذين لم يسبق لهم الزواج يعانون من (العزوبية)، وبعض الذين تزوجوا يعانون من (العذاب) !
وكما يوجد ذكور اخترن طريق العنوسة هناك إناث سلكن ذات الدرب بمحض اختيارهن ... إما لأنهن لم يجدن من يستحق حبهن ، وإما لأنهن يخشين من مصير مجهول قد تكون الداخلة فيه مفقودة والخارجة منه مولودة !
ولاتوجد ظاهرة اجتماعية حظيت بالعديد من الدراسات النظرية مثلما حظيت به ظاهرة العنوسة .... وخلصت معظم الدراسات إلى توصيات موجهة إلى الآباء وأولياء الأمور مفادها : عدم المغالاة فى المهور (باعتبارها تعزيزاً لبضاعة تكاد أن تبور) !...( فعندما يطلب الأهل 100 ألف ريال مهراً لعانس، تأكد أن عنوستها من النوع الأخاذ !)
وهنا يحق لى أن أتساءل مستنكراً : لماذا نبالغ فى طلب المال، ونغفل عن عملات الحب والحنان والتقدير والاحترام !
فإذا تأملنا تلك الظاهرة بعمق أكبر وجدناها مرتبطة ارتباطاً تاماً بظاهرة البطالة ... فالمسألة تتعدى تكاليف الزواج وتصل إلى أعباء الحياة الزوجية ذاتها فى ظل عدم توافر دخل يفى بالنفقات .... (صحيح أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان لأنه يحتاج إلى لحوم وفواكه وأسماك أيضاً .... وإذا دخل الفقر من الباب خرج الحب من النافذة !)
كما لايمكن أن نغفل حقيقة أن بعض الآمهات يعرقلن زواج بناتهن (تعنيسهن) خشية أن يلاقين ذات المصير فلا يأتى زواجهن بجديد !... فظاهرة الخلافات الزوجية غير خافية على القريب والبعيد ! ... وعليه فهن يخشين عليهن من دخول (قفص) الزوجية بإرادتهن وعدم فلاحهن فى الخروج منه إلا بإرادة (حامل العصا والمفتاح) !
وخلاصة رأيى :
أن العنوسة يعقبها ندم شأنها شأن الزواج الذى إما أن يطفىء نار العنوسة وإما أن يشعل منزل الزوجية !.... ف(الزواج نعمة) شعار خادع لمن يضمر له القدر شراً ! ... وأن يعيش المرء عانساً(رسمياً) أفضل ألف مرة من أن يصاب بالجنون (الرسمى) !...... وأن تكون أعزباً ومنبوذ من الغرباء، أهون من أن تكون متزوجاً ومنبوذً من أقرب الناس إليك !... فالجميع يرفعون أيديهم إلى السماء بالدعاء العانسات يطلبن أزواجاً لأن بعض المتزوجات يطلبن الرحمة ! ....
إننا فى حاجة لدعم القيم والسلوكيات والارتقاء بإسلوب التعامل بين الأزواج لنضىء مصباح الأمان أمام الشباب الذين تلدغهم الأخبار القادمة من خلف الجدران فيخشون الاختناق بحبل الزواج .... فيستسلمن بمحض اختيارهن للعنوسة !
تلك هى الحقيقة التى تعكس حالة تمرد الإنسان على واقعه ، ومحاولة تغيير وضعه إلى مايعتقد أنه الأفضل .... فلا المتزوجة حصلت بزواجها على كل ماكانت تصبو إليه ، ولا العانس راضية بحرمانها من جنة الزوجية المزعومة ! ..... فالزواج عند البعض كحلم إبليس فى الجنة، وعند البعض الآخر كدخول ملك إلى النار !
ورغم أن لفظة (عانس) صفة تطلق على الرجال والنساء على حد سواء إلا أننا اعتدنا على إلصاقها بالمرأة وكأنها عورة .... واستثنينا الجنس الخشن من هذا الوصف ... مع أن كثير من هؤلاء فاتهم قطار الزواج (وهم أرحم على كل حال ممن دهسهم هذا القطار دهساً !) .... فالذين لم يسبق لهم الزواج يعانون من (العزوبية)، وبعض الذين تزوجوا يعانون من (العذاب) !
وكما يوجد ذكور اخترن طريق العنوسة هناك إناث سلكن ذات الدرب بمحض اختيارهن ... إما لأنهن لم يجدن من يستحق حبهن ، وإما لأنهن يخشين من مصير مجهول قد تكون الداخلة فيه مفقودة والخارجة منه مولودة !
ولاتوجد ظاهرة اجتماعية حظيت بالعديد من الدراسات النظرية مثلما حظيت به ظاهرة العنوسة .... وخلصت معظم الدراسات إلى توصيات موجهة إلى الآباء وأولياء الأمور مفادها : عدم المغالاة فى المهور (باعتبارها تعزيزاً لبضاعة تكاد أن تبور) !...( فعندما يطلب الأهل 100 ألف ريال مهراً لعانس، تأكد أن عنوستها من النوع الأخاذ !)
وهنا يحق لى أن أتساءل مستنكراً : لماذا نبالغ فى طلب المال، ونغفل عن عملات الحب والحنان والتقدير والاحترام !
فإذا تأملنا تلك الظاهرة بعمق أكبر وجدناها مرتبطة ارتباطاً تاماً بظاهرة البطالة ... فالمسألة تتعدى تكاليف الزواج وتصل إلى أعباء الحياة الزوجية ذاتها فى ظل عدم توافر دخل يفى بالنفقات .... (صحيح أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان لأنه يحتاج إلى لحوم وفواكه وأسماك أيضاً .... وإذا دخل الفقر من الباب خرج الحب من النافذة !)
كما لايمكن أن نغفل حقيقة أن بعض الآمهات يعرقلن زواج بناتهن (تعنيسهن) خشية أن يلاقين ذات المصير فلا يأتى زواجهن بجديد !... فظاهرة الخلافات الزوجية غير خافية على القريب والبعيد ! ... وعليه فهن يخشين عليهن من دخول (قفص) الزوجية بإرادتهن وعدم فلاحهن فى الخروج منه إلا بإرادة (حامل العصا والمفتاح) !
وخلاصة رأيى :
أن العنوسة يعقبها ندم شأنها شأن الزواج الذى إما أن يطفىء نار العنوسة وإما أن يشعل منزل الزوجية !.... ف(الزواج نعمة) شعار خادع لمن يضمر له القدر شراً ! ... وأن يعيش المرء عانساً(رسمياً) أفضل ألف مرة من أن يصاب بالجنون (الرسمى) !...... وأن تكون أعزباً ومنبوذ من الغرباء، أهون من أن تكون متزوجاً ومنبوذً من أقرب الناس إليك !... فالجميع يرفعون أيديهم إلى السماء بالدعاء العانسات يطلبن أزواجاً لأن بعض المتزوجات يطلبن الرحمة ! ....
إننا فى حاجة لدعم القيم والسلوكيات والارتقاء بإسلوب التعامل بين الأزواج لنضىء مصباح الأمان أمام الشباب الذين تلدغهم الأخبار القادمة من خلف الجدران فيخشون الاختناق بحبل الزواج .... فيستسلمن بمحض اختيارهن للعنوسة !
** منية النصر ـ الدقهلية ـ مصر
تاريخ التحديث :- توقيت جرينتش : الثلاثاء , 29 - 4 - 2008 الساعة : 8:2 صباحاًتوقيت مكة المكرمة : الثلاثاء , 29 - 4 - 2008 الساعة : 11:2 صباحاً
تاريخ التحديث :- توقيت جرينتش : الثلاثاء , 29 - 4 - 2008 الساعة : 8:2 صباحاًتوقيت مكة المكرمة : الثلاثاء , 29 - 4 - 2008 الساعة : 11:2 صباحاً
نُشرت فى موقع دنيا الرأى رابط :