! المرأة والسحر

المرأة والسحر !
مجدى شلبى
يرتبط الاعتقاد فى السحر بالنساء أكثر من ارتباطه بالرجال لأسباب منها الاعتقاد الخاطىء بأن المرأة هى الأضعف ظاهرياً، والساعية دوماً لتعويض هذا النقص والضعف باللجوء إلى قوة خفية تعيد لها حقاً مسلوباً أو تدفع عنها بطشاً مؤكداً، أو تمكنها من الانتقام باستخدام هذا السلاح الخفى ! وقد أكد هذا الزعم لجوء بعضهن لوسائل الإثارة لاجتذاب الإعجاب والافتتان والوله، فمن سحر العيون إلى سحر الكلام إلى سحر اللهفة والاهتمام. ومن عجب أن بعض الرجال ينجذبون لتلك المغناطيسية بإرادتهم لدرجة تنسيهم أنفسهم وأسرهم، فلاتعنيهم فوارق طبقية أو عمرية أو ثقافية،وكأنهم واقعون تحت تأثير عوامل غير مرئية ! ومن هذا المنطلق ارتبط الحب والتعلق الشديد بالسحر الأكيد، وتحول وصف السحر من المعنى المعنوى إلى المعنى الحسى بطقوسه وتعاويذه ! وتستعين بعض النساء بالدجالين والمشعوذين لتحقيق أغراضهن المتعددة ! فإن تحقق مرادهن بمحض الصدفة، ازداد يقينهن وثقتهن فى تلك الوسيلة، وإذا لم يحدث المراد فلا يعدمن حيلة، فى تجربة غيرها بلا كلل ولا ملل !

ومن عجب أن الأمر لم يعد مرهوناً بالجهل والتخلف، ففى أحوال كثيرة نجد أخريات على درجة من العلم والثقافة يسلكن ذات الدرب المتخلف ! ورغم تعدد الاحتياجات والأغراض المطلوبة من أعمال الشعوذة والسحر، يظل الحب والزواج هما المطلبان الملحان والعزيزان على قلب كل باحثة، خصوصاً فى ظل عزوف كثير من الشباب عن الزواج لأسباب ربما اقتصادية أكثر من كونها عاطفية، أو لاقدر الله فسيولوجية ! من العبارات التى تسعى إليها وتستخدمها بعض النساء للمحافظة على أزواجهن كتابة عبارة مثل (أن تراني قمراً في عينيك وتعيش لي ولأولادي عبداً)، (لا تشعر بغيري أنثى وترى باقي النساء قروداً) !! ويتم إيداع السحر في مكان لا يصله بشر ولا تمسه يد، كأن تُلقى فى البحر أو تُدفن في التراب أو في أحد أركان المنزل المخفية ! وهناك وصفة الزواج التي تستخدم أعشابا ذات أسماء غريبة مُتعارف عليها بين المشعوذ وصاحب محل الأعشاب مثل عشبة الشمس وعين نمر رمادي وقرن ماعز أسود وقدم نحلة عرجاء.. !! وهذا الخليط بزعمهم كفيل بزواج العانس خلال أربعين يوماً من صنع التعويذة ! ..... وإذا لم يتم الزواج يكون الخطأ في الزبون كونه لم ينفذ تعليمات المشعوذ بشكل دقيق !... أو أن البائع غشه ووضع مكونات تختلف عما هو مطلوب... !!

ومن عجب أن بعض النساء اللائى يسعين للزواج بكل لهفة وحرص، سالكين دروب الشعوذة والدجل حيناً والخداع أحياناً، مايلبثن يتمردن على المطلوب أعلاه، فيعاودن السير فى ذات الطريق بمطلب عكسى يسعين من خلاله إلى التخلص من المذكور على طريقة)عين فى المقلى وعين على المشوى)، وهى عين متردد ومرتاب، لايملأها غير التراب !

فإذا عدنا إلى موضوع المقال على وجه التحديد، وجدنا العلاقة قائمة بين السحر المعنوى والحب الشديد، مما قد يوحى للبعض بالتأكيد أن الأمر ليس وليد الصدفة، بل هو خاضع لأعمال شعوذة وترتيب ! وعليه فقد أحجمت معظم النساء عن إظهار حبهن لأزواجهن، خشية اتهامهن بهذا الاتهام، فحلت القسوة محل الحنان، والعصبية والجنان محل الدلال والحب والابتسام !

أما الشغالات المتهمات بأعمال السحر فى أحيان ، فقد بات أدائهن متسماً بالثبات، على مبدأ السكات، وحتى لايتعرضن لشكوك ومشكلات، أتوقع أن تأتى الإعلانات الطالبات، على نحو ماهو آت
* مطلوب شغالة آلى، تردد عبارة وانا مالى خلينى فى حالى !
* على أن يكون شكلها شين،ويفضل نموذج غراب البين !
* شعرها لون الجير، وصوتها كنهيق الحمير، ويِكرها الصغير والكبير !

السحر الحلال !
معلوم ومفهوم أن السحر حرام بنصوص من القرآن، فهل هناك سحر حلال ؟! هذا هو السؤال الذى أجيبكم عنه الآن : يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق( فالابتسامة تخترق أقسى القلوب، ويكون لها مفعول السحر الحلال فى اختفاء العداوة والبغضاء، ونشر المحبة والسلام بين العباد، فهى مفتاح القلوب وسنة الحبيب المحبوب عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
** منية النصر ـ دقهلية ـ مصر
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=115546