العمل شرف

العمل شرف

* مجدى شلبى

إن لفظ (العمل) لا يقال إلا فيما كان عن فكر وروية ، فإن كانت الدعوة إليه مقرونة بدوافع منطقية ، ونتائج متوقعة إيجابية ، جاءت الاستجابة فورية. ومن عجب أن يدعونا ديننا الحنيف للتعاون والتكاتف والمساندة والمؤازرة ، فيحجم البعض عن العمل وفق أوامره، ويلقى بمسئولية الأعمال المنزلية على عاتق جنس بعينه !

إننا فى حاجة ماسة لبث روح العطاء فى نفوس أبنائنا حتى يشبوا على فضائل المروءة والشهامة والتعاون والاعتماد على النفس ، والقضاء على روح التكاسل والاتكالية والأنامالية.

وحيث أن العمل شرف والعمل عبادة، فمن هذا الأحمق الذى يحرم نفسه من تلك العبادة وهذا الشرف ! فإذا انتقلنا للعمل بمفهومه العام توارد إلى أذهاننا سؤال: أليس مخجلاً أن يتطلع الوافد إلى فرصة ، يثبت من خلالها قدرته على العطاء والعمل، والخروج من ضيق العيش إلى سعة الرزق، فى سعى دؤوب ورغبة عارمة فى تغيير وضعه للأفضل، فى الوقت الذى يركن فيه بعض أبناء الوطن للراحة والدعة والاعتماد على الغير فى كل صغيرة وكبيرة، فيتأففون من أداء الأعمال داخل أسرهم وخارجها ؟ !

ليت ثقافة التقليد تمتد إلى تقليد غيرنا فى العمل والعطاء، لكنها ومن عجب اقتصرت على تقليد بعض الأسر فى التبذير والبذخ والسفه، دون أن نتعلم دروساً مستفادة من شعوب اعتمدت على عطاء أبنائها، فأضحت الآن فى طليعة الأمم. إن السباق يفرض على المتسابقين قانونه الصارم (من لايتقدم يتخلف)، فهل يُعقل أن يخرجنا أبناؤنا بتكاسلهم ودلعهم من مضمار السباق ! يجب أن نستفيد من الحكمة البليغة التى ترمز إليها بكل وضوح وجلاء ظاهرة عمل الرسل والأنبياء ، فهم عليهم السلام لم يكتفوا بالدعوة إلى الله مع عظم قدر وقيمة وأهمية هذا العمل ، لكنهم كانوا مثلاً يقتدى فى العمل الحرفى واليدوى أيضاً.

وهم بهذا قد أرسوا الأساس الذى تنبنى عليه حياة البشر بالدين والدنيا معاً. ومعلوم للجميع أن ديننا الحنيف يحثنا على ضرورة أداء عمل شريف وإتقانه والإخلاص فيه بما يعود على الفرد والمجتمع بالخير العميم فهل يستجيب بعض المستبطلين عن العمل ؟!

** منية النصر ـ دقهلية ـ مصر

نُشرت بموقع محيط الإخيارى رابط :

http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=90464