مجدى شلبى
(الصحة) صفة تتجاوز المعنى المادى ضد الاعتلال والمرض فتمتد إلى معنى (الصواب) كصحة الرأى وصحة الرواية وصحة العقد وصحة الاعتقاد .....ومن باب (لايشعر المرء بقيمة النعمة إلا إذا فقدها) تدخل الصحة باعتبارها من أجل وأعظم النعم التى أنعم الله بها علينا وقد ورد بالأمثال وأبيات الحكمة مايدعونا للاهتمام بها والمحافظة عليها كـ(الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى) ، (العقل السليم فى الجسم السليم) ، (السعادة صحة جيدة وذاكرة سيئة) ، (نعم الثوب العافية ولو انسدل على الكفاف) ، (الصحة رأس مالك) ، (ليت الشباب يعود يوماً / لأخبره بما فعل المشيب)ومن عجب أن يضيع البعض شبابه ويهدر طاقاته فى تصرفات صبيانية تجلب عليه الأضرار ، وتوقعه فى محيط الأخطار .... وبعدئذ يشعر بالحسرة والألم ... وتصيبه الأوجاع والأمراض والعلل ... وقت لاينفع فيه الندم هؤلاء الشباب فى حاجة إلى توعية حرصاً على مستقبلهم ومستقبل المجتمع باعتبارهم بعض حاضره وكل مستقبله فإذا انتقلنا إلى قضية (الغذاء) باعتباره الركن الركين والحصن الحصين ، نجد أن كثيرون يشبهونه ببنزين السيارة .... فإذا تم غش (البنزين) فأضحى مسرطناً ! ... فأى صحة تلك التى نبتغيها ، وأى نعمة تلك التى نحافظ عليها ؟!إن ظاهرة انتشار الأمراض وحاجة الجل للتداوى والعلاج هى مسئولية وزارة التجارة والرقابة على الغذاء قبل أن تكون مسئولية وزارة الصحة والدواء اتساقاً مع الحكمة الشهيرة (الوقاية خير من العلاج) فإذا كان التداوى من (الخبيث) مستحيلاً أضحت الرقابة هى الطريق الوحيد لتجنب وقوع البلاء وغير خاف أن تقدم الأمم مرتهن بعطاء شعوبها ، فإذا أصابها العجز والتقصير والوهن تخيب ، ولاينفعها النحيب على ماضٍ ولى ولن يعود ... إلا بعودة الرقيب ... الذى يضرب بيد من حديد ... على رأس كل تاجر عنيد ... يتاجر فى صحتنا بسلعته الفاسدة كعادة اللئام ... بغية المزيد من أرباح عائدة هى بلا ريب حرام وحتى لانظلم الشرفاء من التجار وبعض المستوردين لم أستخدم فيما ذكرت إسلوب التعميم إذ مازال (الخير فى أمتى إلى يوم الدين) طبقاً لما أخبرنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأعظم التسليمكلمة فى سرك : " ليس غذاء الطعام بأسرع فى نبات الجسد من غذاء الأدب فى نبات العقل " ابن المقفع
بقلم مجدى شلبى منية النصر دقهلية مصر
http://www.watan.com/index.php?name=News&file=article&sid=6192