صورة المرأة فى مرآة الرجل !ـ
مهما كانت دقة المرآة ونقاءها وحيادها وموضوعيتها فلن تعكس إلا ماتراه العين من شكل خارجى دون تعمق ، ووصف ظاهرى دونما تدقيق ... فضلاً عن أن تلك الصورة تختلف باختلاف أنواع المرايا وزاويا الرؤية ولون العدسات والمناظير ، والحالة النفسية والمزاجية للرائى ذاته !ومن عجب أن تقلب مرآة الرجل صورة المرأة فلايُصلح تلك الصورة المعكوسة إلا امرأة أخرى ... على طريقة تصحيح انعكاس الحروف والأرقام فى المرايا الزجاجية !إن اختفاء المرأة عن عيون الرجل يدخل من باب التشوف لمعرفة الجوانب الأكثر أهمية ... فما أجمل أن يرى الرجل المرأة بمرآة قلبه وعقله ... فيتجاوز حدود الشكل الخارجى ليرى جواهر المشاعر وثراء الإلهام وتدفق الأحاسيس وذكاء العقل وسخاء العاطفة ... فلا يلهيه جمال التماثيل ولايفتنه عرى الأجساد فإن كانت هناك رغبة حقيقية من الرجل فى تصحيح الصورة فعليه أن يصلح مرآته هو قبل إطلاق الأحكام واستباق الأحداث بدعاوى اتهام فالمرأة ليست مخلوقاً أسطورياً قادماً من عالم آخر ... فهى أمى وأمك وأختى وأختك وزوجتى وزوجتك وابنتى وابنتك وخالتى وخالتك وعمتى وعمتك وجدتى وجدتك أيضاً