الوقاية من (عقارب) الزمن !ـ
رغم أنه كالسيف القاطع يمضى الوقت على الإنسان فى كثير من الأحيان دون أن يعيره اهتماماً ، وتتراكم اللحظات فتصبح دقائق ، والدقائق تغدو ساعات وأيام وأسابيع وشهور وسنواتإلى أن يفاجأ المرء بسرقة عمره الذى مضى وانقضى ـ وهى سرقة لايعاقب عليها القانون ـ فيشعر بالحسرة والندامة على مافاتفيعمد البعض إلى استخدام وسائل إصلاح وتجميل ... بغية إخفاء تلك البصمات ,,,, وهى محاولات فاشلة حتى ولو نجحت .... إذ أن المظهر الذى لايتسق مع الجوهر يُعد مظهراً خادعاً ينطبق عليه المثل المصرى الشهير (من بره هاالله هالله ومن جوه يعلم الله) !فوسائل التزوير والتزييف تلك يصدق فيها الوصف الذى توصف به الجرائم باعتبارها (لاتفيد) لاعلى المدى القريب ولاعلى المدى البعيدومن عجب أن يظل هؤلاء مضيعون لما تبقى من أعمارهم فى سعى حثيث نحو كل جديد فى عالم باروكات الشعر وشد الجلد وحقن السيلكون وشفط الدهون وأمبولات الشباب وكبسولات النشاط ودهانات زيت (بذرة العفريت !)ويغيب عنهم حقيقة أن لدغات عقارب الزمن ليس لها علاج سوى الاستعداد ليوم الرحيل ... وإدراك أن الحياة الدنيا ماهى إلا مزرعة للآخرة ، فمن جد فيها وجد ومن زرع حصد ومن حسن عمله حسنت عاقبتهأفلا ننتبه قبل فوات الفوت ، وقدوم الموت (هادم اللذات)، فنستدرك مافات ، ونبتغى من وراء كل عمل نعمله (الآن) رضا الله عز وجل ؟!توقيع : (الآن) كلمة غير دقيقة ، لأنها تصف زمناً مر عليه دقيقة