! عندما يصمت القلم

عندما يصمت القلم !// مجدى شلبى

رغم أن مسيرة الحياة لاتتوقف عند محطات اليأس والإحباط ، إلا أن أكثر المتفائلين تفاؤلاً والمتطلعين أملاً تنتابهم فى بعض الأوقات حالات من الجمود والركود والثبات هى بمثابة استراحات قصيرة يعاودون بعدها الانطلاق نحو آفاق المستقبل بخطوات أكثر نشاطاً وأقوى عزماً فالكاتب عندما يصمت قلمه تعتمل فى عقله أفكاراً جديدة ورؤى سديدة هى مداده وزاده لمرحلة من مراحل العطاء قادمة بلا شك ولامراء وعليه فلن يصبح الكاتب كاتباً إلا إذا كان قارئاً جيداً متمتعاً بعيون ثاقبة تكشف ماخفى عن الأنظار وتمحص وتدقق وتحلل وتستنبط وتربط بين الرؤى والأفكار وتطرح الحلول والمقترحات بإصرار أقلام الخير تصوغ حروفها من نور كاشف ، يضىء الطريق ويحدد الهدف ويشحذ الهمم ويقوى العزائم أما أقلام الشر فهى التى تخلط الحق بالباطل وتسعى بالقارىء نحو هاوية اليأس والتخاذل ، تكره النور والحبور والسرور ، وتعشق الظلام والدمار والقبور !والقارىء الواعى يجب أن يراعى فض الاشتباك بين هذا وذاك ، بين بعث الأمل ووأده .... بين الكتابة والكآبة فعندما يصمت القلم قليلاً يكون فى مرحلة مخاض تعقبها صرخة ولادة ، طفل يأتى .... يبكى ... يضحك ... يألم ... يأمل ... يحلم ... نتعب .... فيولد من رحم الجهد سعادة عندئذٍ يخرج القلم من صمته الرهيب واهباً أصدقاءه ومحبيه فلذات فكره وعقله .... فالكلمات التى نكتبها هى بنات أفكارنا اللائى يمشين على الورق ، فلنتخير لهن الطريق الصحيح ، ولنحدد لهن الهدف ...

بقلم مجدى شلبى

منية النصر دقهلية مصر

http://www.moheet.com/sharing.aspx?msh=1076