ترويض النَّمِرَة
بقلم/ مجدي شلبي (*)
(ترويض النمرة): هذا العنوان يذكرنا بمسرحية
شهيرة للكاتب وليام شكسبير، تناول فيها قصة تاجر ثري له ثلاث بنات، كلهن على درجة
عالية من الجمال، وكانت أكبرهن وأكثرهن جمالا (كاثرين)، ذات الشخصية الانفعالية
العنيفة؛ حتى عُرفت بـ(كاثرين الشرسة)، وبلغ جنونها حد أن تركل وتضرب بلا سبب كل
من يتقدم لخطبتها؛ فأوقفت بتصرفاتها الطائشة تلك حال أختيها.
حينئذ اضطر والدها أن يعلن عن
مكافأة مالية كبيرة لمن تقبل (كاثرين) به زوجا؛ فتقدم لها الشاب (بتريشيو) طمعا في
المكافأة، التي نالها، بعد تمكنه من ترويضها بحيل بهلوانية أرعبتها، وقابل جنونها
بادعاء جنونه؛ فتحولت (الشرسة) إلى (مطيعة)، و(النمرة) إلى (قطة وديعة)!.
فيا لهذا الكاتب الرائع الذي
منحنا درسا مهما في ترويض النمور البشرية الشرسة، بمعالجة جنونهم بالتجنن؛ فإذا ما
ظهرت علامات الجنون في تعامل أحدهم معك، فارقص أمامه بعشوائية، وحرك كفيك حول
أذنيك حركة دائرية، وأخرج لسانك وأدخله من بين شفتيك، بحركة ارتدادية، حينئذ سينظر
إليك بارتياب، وكأنه يرى صورته في المرآة؛ فيستدرك عقله الذي غاب، وينضبط سلوكه
وتأمن أذاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد
كتاب مصر
