(المقالات) بين الخصوصية، وعمومية الأجناس الأدبية! ــ بقلم/ مجدي شلبي

 (المقالات) بين الخصوصية، وعمومية الأجناس الأدبية!

بقلم/ مجدي شلبي (*)

لقد دفعني لكتابة هذا المقال؛ ما يثيره بعض المحسوبين على الأدب من لغط حول علاقة المقالات بالأدب، وهو الأمر الذي يدعونا للبحث في تقوقع وتمحور هؤلاء حول الفنون الأدبية التي يكتبون فيها ولا يعترفون بغيرها؛ فالشاعر منهم لا يرى في غير الشعر أدبا، والقاص لا يرى في غير القصة أدبا... وتظل هذه الرؤية القاصرة مقبولة ـ على مضض ـ  طالما هم في منأى عن النقد والتحكيم!، فإذا ما أصبح الواحد منهم مسؤولا عن تقييم (المقالات)؛ تجلت تلك العنصرية الأجناسية المرتبطة بالجنس الأدبي الذي يكتب فيه، مستعليا به على ما عاداه من فنون أدبية أخرى، وتلك هي الطامة الكبرى.

وإلى هؤلاء الذين ينكرون علاقة المقالات بالأدب؛ أنشر هنا أسماء الأدباء الذين فازوا بأعرق وأشهر الجوائز العالمية (جائزة نوبل في الأدب) عن أعمالهم الأدبية التي تضمنت (المقالة) كجنس أدبي معترف به عالميا:

1901      رينه سولي برودوم ـ النوع الأدبي: الشعر، المقالة.

1947 أندريه جيد ـ النوع الأدبي: الرواية، المقالة.

1963 جيورجيوس سفريس ـ النوع الأدبي: الشعر، المقالة، المذكرات.

1979 أوديسو إليتيس ـ النوع الأدبي: الشعر، المقالة.

1980 تشيسلاف ميلوش ـ النوع الأدبي: الشعر، المقالة.

1981 إلياس كانيتي ـ النوع الأدبي: الرواية، الدراما، المقالة، المذكرات.

1987 يوسف برودسكي ـ النوع الأدبي: الشعر، المقالة.

1990 أكتافيو باث ـ النوع الأدبي: الشعر، المقالة.

1991 نادين غورديمير ـ النوع الأدبي: الرواية، القصة القصيرة، المقالة.

2001 فيديادر نيبول ـ النوع الأدبي: الرواية، المقالة.

2003 جون ماكسويل كويتزي ـ النوع الأدبي: الرواية، المقالة، الترجمة.

2006 أورخان باموق ـ النوع الأدبي: الرواية، السيناريو، المقالة.

2008 جان ماري كليزيو ـ النوع الأدبي: الرواية، القصة القصيرة، المقالة، الترجمة.

2015 سفيتلانا أليكسييفيتش ـ النوع الأدبي: التاريخ، المقالة.

2018 أولغا توكارتشوك ـ النوع الأدبي: الرواية، الشعر، المقالة.

2020 لويز جلوك ـ النوع الأدبي: الشعر، المقالة.

لهذا السبب لا ينبغي لبعض الأدباء التقليل من قيمة المقالات، أو النظر إليها بعين الريبة والتوجس، أو الترفع والاستعلاء، ولسبب آخر؛ أراه مفاجأة بالنسبة لهؤلاء وهو أن (المقالة) هي أصل جميع الأجناس الأدبية، ودليلي على ذلك؛ أن كلمة (مَقالَة) هي: مفرد مؤنث، جذرها (قول)، ومن ثم فكل (قول) يُنطق أو يُكتب؛ هو: (مقالة).

ومن عجب أن يأتي وضع الأسس والقواعد لفنون (القول)؛ سعيا وراء الارتقاء بالكلمة وتحديد مسارها الأدبي: نثرا أو شعرا، ثم يكون أكثر دقة وتخصيصا؛ فتتعدد فنون الشعر، وتتعدد فنون السرد؛ فيطلق لفظ (مقالة) على: فن سردي واحد ـ فقط ـ من تلك الفنون (المقالية/ القولية)!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم نشر هذا المقال في صحيفة (الأحرار) الجزائرية ــ الخميس 2 فبراير 2023 على الصفحة 13