التقاليد المرتبطة برحلة الحج فى(القرية المصرية)
تعيش الأسرة المصرية حالة من السعادة والفرح عندما يتأهب أحد أفرادها لأداء فريضة الحجج فقبل موعد السفر بشهور يتم الحجز وخلال تلك الفترة يتوافد الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء على منزل الحاج ـ وهى الصفة التى تلازمه ، واللقب الذى يحرص على مناداته به كل زائر حتى قبل أن يؤدى المناسك ! ـ وتنطلق فى بيت العازم على الحج الأهازيج الشعبية على غرار : (يابير زمزم سلابك سلاسل ، والشربة منك دوا للمسافر ) و(ياداخل الروضة عمدانها بيضا فيها حبيب روحى فيها رسول الله)، و(حاجه ياحاجة ياأم الشال قطيفة رايحه فين ياحاجة ؟ للكعبة الشريفة) تلك المراسم اليومية التى تستمر عقب أداء كل صلاة منطلقة من المنزل الذى يتم طلاء حوائطه الخارجية باللون الأبيض ونقش رسومات عليه تمثل وسيلة المواصلات من بواخر وطائرات فضلاً عن كتابة عبارات على غرار حج مبرور وذنب مغفور) و(لبيك اللهم لبيك) ويحرص الحاج على بدء صفحة جديدة من صفحات حياته فإن كان صالحاً ازداد صلاحاً وإن كانم له خصوم صالحهم وإن كان عليه دين قضاه أو أمانة ردها ويستبشر الزائرون بأنوار الإيمان التى تشع من وجهه فيزداد بشراً وسعادة وبحمد الله على رضائه عنه .
توديع الحاج :
يوم السفر يخرج الحاج من بيته مرتديـاً ثيابـه البيضـاء فى موكب إمـا
سائراً على قدميه أو راكباً سيارة أو حنطوراً مكشوفاً وسوء كان الموكب للتوديع أو الاستقبال يحرص بعض أهالى الحجيج على امتطاء الحاج حصاناً أبيض تسبقه فرقة شعبية بالطبلة والمزمار ويتطوع بعض الرجال بالرقص على تلك الأنغام مستخدمين العصى فى كثير من الأحيان مرددين أهازيج على غرار :
(وصلوه يا أحباب لغاية المحطة) ، (كن رايق بخوخة يابحر ياأبو بحير ، لاريح ولادوخة ، ولاييمسك تعكير) تلك الزفة البلدى متاحة لأهاتلى القرى والأريساف ومحرومة منها مناطقأخرى لاختلاف نمط الحياة وضيق الوقت والمساحة والمكان ، وربما ضيق الصدور فى بعض الأحيان ! ، ويحيط بالحاج أهالى المنطقة أو القرية أو الحى ، ويحرص كل فرد على مصافحته وتقبيله سائلينه الدعاء وقراءة الفاتحى لهم عند النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأن يعيده إليهم سالماً غانماً المغفرة من كل ذنب .
عودة الحاج :
كان فيما مضى من أوقات ، وقبل حدوث ثورة الاتصالات يعتمد الأهالى على (البشير) الذى يأتى لإخبارهم بموعد قدوم الحاج ، الذى غالباً ما يكون ثانى يوم للبشارة ، فتنطلقالزغاريد ، ويصدح الغناء على نحو : (تعالى وبشر يابشير الهنا ، وروح لاهلى حصل بقدومى دنا) ، وما يكاد يصل الحاج عائداً مـن رحلتـه المباركـة حتـى يكـون فـى اسـتقباله
المهنئـون الذيـن ينالهـم نصيب مـن الهدايـا الرمزيـة (ســبح وطواقـى
وسجاجيد صلاة) ، التنى يوزعها عليهم الحاج ، بكل ود وبشر وترحاب .
وتظل تفاصيل الرحلة المباركة حديث كل لقاء مع الأهلوالأصدقاء ، الذين يتشوقون لسماع المزيد ، بدءاً من لحظة السفر حتى الوصول ، راجين من الله أن يعدهم بأداء الفريضة وزيارة قبر الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم ، وقبل أن ينصرف المجتمعون يصافح بعضهم بعضاً ويتبادلون عبارات الدعاء بأن يكونوا صحبة فى رحلة الحج القادم بإذن الله .
أهمية لقب الحاج :
رغم أن غالبية الحجيج يؤدون الفريضة ابتغاء مرضاة الله باعتبارها ركناً مهماً من أركان الإسلام ، ويدفعهم الشوق لتكرار الحج والزيارة كلما آن الأوان ، إلا أن لقب حاج الذى يحصل عليه لبحاج بعد أدتاء الفريضة يظل عنواناً يتوج سيرة حامله ويرتقى به لأن يكون القدوة لغيره سلوكاً ومثالاً .
.........................................................
ـ نُشر هذا التقرير فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/05/241876.html