نحن وشريعة الغاب
رغم أن استخدام وصف (شريعة الغاب) يعنى انتشار الفوضى ويرمز لغيبة القانون وترهل السلطة.. فإن المدقق فى اللفظ يكتشف عدة حقائق تظلم عالم الغابة لصالح عالم البشر:
فرغم رفضنا المطلق لمنطق الحيوانات الذى يبنى على افتراس القوى للضعيف، وافتراس الضعيف لمن هو أضعف منه.. فإن المتأمل بحياد وموضوعية يكتشف أن الحيوانات لا تفعل هذا إلا لضرورة الحفاظ على وجودها، فحتى قانون القوة عندها محكوم بقواعد و(أخلاق) فلا يمكن أن نجد حيواناً يفترس آخر وهو شبعان- لكن بعض البشر يفعلون!
والحيوانات لا تهاجم بعضها من الخلف- ولكن بعض البشر يفعلون!
وكل فصيل من الحيوانات يحرص على أبناء فصيلته، فلا يعتدى عليها بل يدافع عنها.. فهاهو عالم الذئاب الذى يعد من أشرس الحيوانات لا يمكن لذئب بالغ فيه أن يعتدى على ذئب صغير بأى حال من الأحوال.. لكن بعض البشر يعتدون على إخوانهم بلا رحمة وبلا شفقة، حتى أضحى الوصف (ذئاب بشرية) مهيناً للذئاب أكثر من إهانته للبشر!
والحيوانات تخضع لكبيرها ومنظم قوافلها وموجه حركاتها لكن بعض البشر يتباهون بقدرتهم على مخالفة القانون والسير فى عكس الاتجاه على طريقة (خالف تعرف)!
والحيوانات تدافع عن صغارها حتى الموت، فالبطة البرية الأم تقوم بمناورة محكمة وتجعل من نفسها هدفا لعدوها وتضحى بحياتها من أجل إبعاده عن صغارها.. كذلك تفعل أنثى الفيل التى تدافع عن أولادها حتى ولو أطلقت عليها النار وسال دمها غزيراً، تظل تدافع ولا تتخلى أبداً عنها حتى الموت- لكن بعض الأمهات من بنى البشر يلقين بأطفالهن فى الشوارع ويهرعن لتحقيق أهدافهن الأنانية ومآربهن الشهوانية!-
والحيوانات التى تعتدى على حقوق غيرها لا تفلت من عقاب الأكثر بطشاً وسلطاناً ونفوذاً وقوة.. لكن بعض البشر من أصحاب السلطة والجاه والسلطان والنفوذ يناصرون الظالم ويؤيدون الباطل ويحرضون على العدوان والجور.
فهل بعد هذا ندين شريعة الغاب أم ندين غياب الشريعة؟!
....
نُشر هذا المقال فى موقع دنيا الرأى رابط : http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/08/242043.html